16 أكتوبر 2018

نجاحات وعثرات على الطريق.. والكنز في الرحلة

السلام عليكم د شهاب.. عانيت لفترات عديدة من عدم اتزان نفسي واكتئاب وغيره، لكن الوعي كان بيزيد عندي وقدرت أفهم أن ذاتي المزيفة كانت مسيطرة علي جدا.. فيه حاجات كتير اتغيرت، وبالفعل تغير جذري لبعض المفاهيم والسلوك عندي بمجرد ما وعيت، لكن يتخلل ده رجوع إلى ما كنت عليه، وكأنه لم يتغير شيء، وقتها بحس بإحباط.. هل ده طبيعي التصرف وفق درجة أقل من الوعي؟
عزيزتي غادة/
وصلتني استشارتك، ونمتن لك على ثقتك بنا، ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
الوعي - يا سيدتي - رحلة وقيمة وليس هدفاً ومحطة، فهو مسيرة كاملة من النجاحات المتكررة والعثرات المتكررة كذلك، فالوعي لا يمنع التعثّر، وفي الحقيقة، العثرات هي علامات النضج والوعي، لأننا ندرك أنها عثرات.



سنظل نمر بمواضع ضعفنا أثناء رحلة الوعي والنضج، لكننا نمر عليها من زاوية مختلفة، وبعد مختلف، وتناول مختلف، واقتراحي عليك هو جرْد نمط حياتك واكتشاف كروت اللعب المهملة، ومسامير جحا المخبأة، وهي بقايا العادات القديمة التي لم نتخل عنها بعد، وهي البوابات الخلفية التي نعود من خلالها لعاداتنا القديمة وهي تعاودنا منها.


رفقاً بنفسك يا غادة، وامتني لها على المسير، واعترفي لها بصعوبة الرحلة، الاعتراف الذي يحمل الدعم والدفء وليس التثبيط والتبرير؛ فالتخلي عن عادة قديمة ليس سهلاً واكتساب عادة جديدة يحتاج جهداً أكبر، احتضني نفسك واصحبيها رويداً رويداً.



تظل عثراتنا تذكرنا بالطريق الذي قطعناه، والمسير الذي لا يزال أمامنا، وأننا لم نحل أحزمة المقاعد بعد، وليكن كنزنا في الرحلة لا في الوصول.. تحياتي لك، ورجائي لك بالسكينة والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
16 أكتوبر 2018