18 يوليو 2020

متقدملي عريس ممتاز.. أهلي يريدونه وأنا لا

أنا متقدم لي عريس هو محترم جداً، وما عندوش أي تجارب في أي حاجة، حتى ملوش أصحاب يخرج معاهم باستمرار مثلاً، حياته عبارة عن الشغل وبس، الفكرة أن أهلي كلهم شايفين أنه شخص كويس وطيب وشغلوا كويس، وكدا يبقي مش هيبهدلني ولا يؤذيني، وأني هتعود عليه بالوقت، المشكلة أني حاسة أني مش عايزة أكمل، وبيكلمني مش ببقي عايزة أرد، وأوقات بحس أن معندوش حاجة تكملني، وفي نفس الوقت خايفة يبقي فعلاً فرصة وأنا بضيعها. مش قادرة أقول "لا" لأن مفيش سبب واضح، ومش عايزة أقبل وأعمل حتى قراية فاتحة.. أعمل إيه؟
أهلا وسهلا بك يا سارة؛
والحقيقة أني أشعر بالفخر والإعجاب تجاه طريقة تفكيرك التي وصلت إلى أن تتجاوزي كل ضغوط أهلك ولو حتى بالسؤال، فأنت قريبة من نفسك يا ابنتي على عكس أهلك الذين لا يزالون ينظرون إلى الزواج كما كانوا ينظرون إليه منذ عشرين عاماً، وكأن الواقع لا يخصهم، فالزواج ليس بيتاً وأثاثاً، ورجلا يسعى إلى رزقه وانتهى.



فالزواج رحلة حياة يكمل فيها الشريك شريكه من دون أن يذوبا في بعضهما ويدّعيا أن الذوبان هو حقيقة الحب، ولا أن يكونا غريبين عن بعضهما حتى مع العلاقة الجنسية، أو الحديث عن مهام الحياة أو نفسيهما من الخارج، وهذه الرحلة تحتاج لتفاهم وونس، وقبول، وسماح وعلاقة حقيقية، حتى وإن لم يتمكن أحدهما أن يحل مشكلات الآخر التي لا يرضاها، فالعلاقة هي الأساس الذي يروي الحياة الزوجية الحقيقية.



لذا أقول لك، من خلال مئات الحالات التي رأيتها، لا تتزوجيه حتى ولو كان شخصا ناجحا، وجادا وواعدا، فالزواج يحتاج لقبول وراحة نفسية قبل أي شيء، وهذا سبب كاف جداً، فلا تجهدي نفسك في البحث عن أسباب يقبلونها، فمشاعرك سبب مهم جداً، ولم يأثم سيدنا زيد، ولا أمنا زينب حين افترقا، فلقد افترقا لذات السبب وهو أنهما لم يتحابا، ووجه النبي صلوات الله وسلامه عليه حديثا للفتيات حين يخترن وقال أو كما قال تزوجن من "ترضين" دينه وخلقه، فاختبار الدين والخلق مفروغ منه، ولكن البوصلة في "من ترضين"، وهناك حديث آخر حيث قال صلى الله عليه وسلم "لم ير للمتحابين غير النكاح"، وأنت لا تشعرين تجاهه بمشاعر تجعلك تقبلين به يا ابنتي، ولا تنهزمي أمام التهديدات والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور إن رفضت شخصاً جيداً، فليس كل جيد يناسبنا، فلا تخالفي حدسك.



وحين تحبين، أو حتى ترتاحين لرجل ستجدين فرقاً كبيراً في نفسك، حتى وإن لم يكن بنفس درجة الطموح، أو الجدية، فلا مجال للمقارنة من الأساس، وسيظل لك طموح فيما يناسبك أنت، وما تحتاجين وجوده في شريك حياتك أنت، وما لا يمكنك غض الطرف عنه في شريك حياتك أنت، فلا تغدري بنفسك بالزواج ممن لم تقبليه.
آخر تعديل بتاريخ
18 يوليو 2020