صحــــتك
15 يناير 2019

قلق ومتشائم وشكاك.. هل أعود إليه؟

صباح الخير، من تلات سنين أتقدم لخطبتي شاب دكتور صيدلي.. كنت بعمر 19، اتخطبنا.. كان إنسان طيب ساخر متشائم غير متوافق مع نفسه.. متخرج من سنين.. وما زال يتخبط.. بيشتغل في مستشفي بالنهار وفي صيدلية بالليل.. كانت عنده مخاوف وكنت دايما بطمنه.. مثلا كان يتفق مع حد أنه هيستنى مكالمة منه يقوله فيها لقينا صيدلية نشتريها، ويبقى مقتنع لو الشخص ده أتأخر في الرد إنه مش هيكلمه وهيخلى بيه.. وأفضل أنا أطمنه وأقوله تفاءل، بس أنا من جوايا بشيل همه أكتر منه، والضغط عليه كان بيبقى أكبر، وفي الآخر فهمته أننا مش هينفع نكون لبعض.. أنا تعبانة ومنهكة.. وهو مليان هموم وتشاؤم.. ودلوقتي بعد تلات سنين بيتمنى أوافق نرجع وأنا تعبانة، ودلوقتي جاي يقولي بحبك، أنا محتارة أديله فرصة تانية وأنا شاكة إننا هنتعب، ولا خلاص كفاية؟
قلق ومتشائم وشكاك.. هل أعود له؟
أهلا وسهلا بك يا غادة،
من المهم أن تسألي نفسك ما الذي حدث من تغيير سيجعلك تعيدين حساباتك في تلك العلاقة، فهل أصبح مطمئنا، متفائلا، مبادرا، يثق في نفسه، وفي الآخرين؟ هل تخلص من مخاوفه التي تعيق مسيرته في الحياة؟ أم أنك أصبحت تتحملين عبئه النفسي عليك أكثر من السابق لأن طاقتك النفسية اتسعت لمساحات قلقه وشكوكه.

هل تصورت أن مساحات قلقه وشكوكه قد تشمل باقي مساحات حياته وقراراته التي رأيت منها مثال الصيدلية فقط، وغدا ستنسحب على قرارات التعامل مع الناس، واختيارات مدارس الأولاد، ومكان ولادتهم، إلخ؟ وهل ستستطيعين تحمل قلقه وتردده.



هل رغبتك في العودة إليه نابعة من اقتناع عقلي وقلبي، أم أن هذه الرغبة هي مجرد احتياج فطري لا يتعلق بشخصه؛ لأنك فقط تحتاجين أن تكوني في حالة الحب والعلاقة بغض النظر عن الشخص؟

لقد رأيتك في كثير من الزيجات التي أقابلها كل يوم حين تتحدث الزوجة عن شقائها في علاقتها بزوجها الذي ظهرت مشكلاته قبل الزواج وفكرت وتركته ثم عادت إليه، والآن تعاستها أكبر، واشتباكاتها معه أعمق بعد أن أصبح بينهما الأولاد الذين يحمل بعضهم سمات التشاؤم، والشكوك مثل أبيهم؛ فلتفيقي يا ابنتي من تلك الدوامة التي تودين أن تدخليها بقدمك؛ فالرجل ضحية أفكاره التي تهز ثقته في نفسه وفي الآخرين والحياة لأسباب نفسية. وفي الغالب حبه لك هذا يرتبط بداخله بكم الدعم الذي وجده منك، ويتصوره حباً لأنه يحتاج من يتحمل كم مخاوفه الكبيرة، وهذا دور غير دور الحبيبة والزوجة التي تحتاج لعلاقة صحية آمنة تتكامل معها وتساعدها على خوض تحديات الحياة.



القرار في النهاية هو قرارك، وأنت من سيتمكن من الاختيار الذي يمكنك تحمل تبعاته أكثر، فقط تذكري.. أننا نكون أحرارا حين نختار، وبعد الاختيار نصبح مسؤولين عما اخترناه.
آخر تعديل بتاريخ
15 يناير 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.