01 ديسمبر 2019

ماما تعاني من الوسواس القهري وترفض العلاج

ماما تعبانة بالوسواس القهري، ومش مقتنعة بالطب النفسي ولا بالعلاج ولمدة 20سنة، والحالة بتسوء، مريضة بزيادة التفكير، وأنا مش عارفة أساعدها، ياريت نصيحه شبيهة بالخطة العلاجية لتخليصها من التفكير الزايد.
أهلا وسهلا بك يا أمل،
أشعر بمعاناتك مع والدتك سواء في طريقة استقبالها للأمور، وتصرفاتها التي تقوم بها بناء على هذا الاستقبال، أو لكثرة التفكير في الأحداث التي تحدث، وقهر أفكار بعينها على رأسها، والحقيقة يا ابنتي أن الخطط العلاجية توضع بناء على معرفة المعالج لطبيعة الشخص وتاريخه في رحلة حياته ونوع الأفكار التي تلح عليه، ومدى حدتها، وكم تكراريتها.



وتشمل كذلك تداخل تكنيكات متعددة للعلاج؛ لتتضافر معاً؛ فتحدث تغيراً حقيقياً عند الشخص معتبراً فيها طاقته النفسية من الداخل، وظروف حياته وسرعه حركته النفسية في التغير لأنها تختلف فيما بيننا كأشخاص، وإضافة على ذلك متابعة جهد الشخص والوقوف على صعوبات تنفيذ العلاج أولا بأول لتقديم مساعدة حقيقية له؛ فلا يوجد علاج حقيقي بوضع خطة علاجية تبنى لشخص لا نعرفه لنجعل هذا الشخص الذي لا نعرفه - من الداخل كما ذكرت - يقوم بها.



ولكن أرى أن حقيقة ما تحتاجين إلى الحديث فيه حقاً هو "كيف تتعاملين معها وهي كذلك، وفي نفس الوقت ترفض العلاج المتخصص؟"، لذا أقول لك بكل التفهم والود أن توصيل رسالة أنك لا تتمكنين من مساعدتها، وأنها تحتاج إلى متخصص درس وتدرب على كيفية مساعدة من يفكرون كثيراً هكذا هو الحل، وهي أهم وأقوى رسالة يمكن أن تصلها، ولكن كيف ستكون مهمة وقوية وأنت تستمعين لها؟ وتقبلين رفضها لمتابعة متخصصة؟ فهذا هو ما يجعلها تنفس عما يجول بخاطرها وترفض المتابعة مع متخصص، ولكن حين يصل إليها أنك تحبيها، ولا تتمكنين من مساعدتها، ولم يعد لديك القدرة على سماع تفاصيل تفكيرها؛ ستصل الرسالة "ولو بعد حين"، وكلما اشتكت من تغيرك، أو من قسوتك، الخ.. كلما أوصلت لها حبك مع عجزك عن مساعدتها؛ لأنك حاولت بطرق كثيرة اجتهدت فيها ولم تفلح، واجعلي دوماً علاقتك بها فيها الحب مع حسم لتلك النقطة، ومع تكرارها؛ وستتفهم أن حبك لا علاقة له برفضك لسماع أفكارها، أو محاولات نقاش تلك الأفكار، ويمكنك بعد فتره من تصعيد رغبتك في متابعتها بشكل متخصص، وكل مرة تفعلين ذلك تأكدي تماما أنك تفعلين هذا لصالحها هي فقط، وأن بقاءها هكذا سيرهقها نفسياً أكثر، ويصيبها على أقل تقدير باكتئاب هي في غنى عنه، وكأني أريد أن أقول لك.. لا تستسلمي لرفضها؛ فهذا سيزيد الأمر سوءاً، وتدربي على تقديم الحب والتفهم مع الحسم اللطيف حتى يتم علاجها.
آخر تعديل بتاريخ
01 ديسمبر 2019