صحــــتك
13 نوفمبر 2017

ماضيكِ لا مهرب منه..لا تسجني نفسك في معركتك معه

أنا متزوجة من 5 شهور، وكنا مأجلين قصة الحمل، وللأسف حصل حمل، أنا كنت في الأول فرحانة، بس دلوقتي بالعكس مش حابة خالص، ونفسيتي مدمرة مع أن الدكتور طلب مني الراحة النفسية والجسدية التامة. أنا فعلا مش عاوزة أخلف خالص، وحاسة أني كرهت الأطفال، وإني هظلم الطفل وهظلم نفسي. أنا مريت بظروف نفسية صعبة وأنا طفلة، وبجد مش قادرة، وبفكر مخدش المثبتات اللي الدكتور كاتبهالي، بس خايفة من ربنا، أنا حاليا عند والدتي بس مش طايقة إني أقعد هنا؛ أنا بكره بيتي قبل ماتجوز، وما صدقت مشيت منه بس مضطرة أقعد، وجوزي مش حاسس بيَّ، سابني أقعد لوحدي هنا، وأنا بجد تعبانة نفسيا ومش سعيدة
اساءات الطفولة والهروب من الماضي
أهلا بك وسهلا يا صديقتي،
هل تتصورين أن مشكلاتنا، وآلامنا، وذكرياتنا أحداث ماتت، وانتهت؟ أو أن الزواج مهرب حقيقي من مرحلة سابقة عشناها؟ لا هذا صحيح، ولا ذلك، مهما تخيلتِ أنكِ ابتعدتِ عن مكان ذكرياتك، وأشخاصهم، ومهما تخيلت أنك ستبدأين صفحة بيضاء جديدة مع الحياة الجديدة، فكل ذلك غير حقيقي إلا بشروط، والشروط تحتاج إلى صبر، وجهد، ونضوج.

والعلاج النفسي كله ظهر من أجل ذلك، ورغم وجود نظريات ومدارس نفسية مختلفة، إلا أن هدفها العام واحد - إلا قليل جدا منها - وهو حل مشكلاتنا، وصراعاتها التي تكونت في الماضي ولا زالت تؤثر على الحاضر؛ وأول تلك الشروط أن تكفي عن فكرة الهرب، أو فكرة التخلص من جزء منك، ﻷنه مؤلم، ويزعجك، وأن تكوني مسؤولة عن قبولك لما حدث معك، وتقبلي ألمك دون أن تستسلمي له فيجعلك في حالة غرق مستمرة.. تعطلك، ودون أن تتشاجري معه؛ فتتعطلي في الشجار دون تقدم حقيقي في حياتك.

قبولك للإساءات التي حدثت لك ليس معناه موافقتك عليها، ولا أن تستسلمي لها، ولا أن ترفضي وجودها، ولكن معناها قبول أن ذلك حدث وتعترفي به وبأنه جزء من رحلتك؛ لتتمكني بعد تلك الخطوة من القيام بأمر جديد تماما عليك تقومين به ﻷول مرة بصدق، وهو أن تختاري ما تريدين، وتتحملي نتائجه؛ ﻷنك صرت كبيرة بما يكفي.

الأمومة جزء من أنوثتك، وجزء من دورك الفطري، وتذكري أنك لست والدتك، وأن زوجك ليس والدك؛ فطفلك لن يكون مثلك، ولن يحدث له أذى كما حدث لك؛ ﻷنك موجودة، وما دام الله تعالى أراد وجوده، فهذا يعني الكثير ليس فقط لأن الله يريده، ولكن يعني كذلك أنك تستطيعين أن تكوني أما مختلفة، وأن الآن هو وقت مناسب لذلك، فمن أسمائه تعالى "المقيت"، فكل شيء بوقت؛ فلتستمتعي بزواجك، وبوجود رجل اخترته ليشاركك حياتك؛ وليكون أبا لأولادك، وتحرري من سجون الماضي دون أن تنكريه، أو تحاولي محوه بالممحاة.. دمت
بخير.

اقرئي أيضاً:
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟

آخر تعديل بتاريخ
13 نوفمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.