14 يوليو 2018
لا نستطيع نسيان أذى أبي ونخشى عقوبة العقوق
بابا آذانا كتير وأحنا صغيرين؛ أنا وإخواتي وأمي.. أذانا بشكل مادي ونفسي ...دلوقتي انا واخواتي كلنا كبرنا واتعلمنا والى حد ما مستقرين في حياتنا.. انا مش عارفة هما سامحوه ولا لأ بس مش قادرين نتعامل معاه كأب، وبشكل طبيعي بنتجنبه مش بنشاركه في حياتنا، ولما بنحاول نعمل ده بنفشل.. كل واحد فينا بيحاول يقرب منه علي استحياء بس بنفشل.. هو ضعيف حاليا، واحنا في حواجز كتير اتبنت ما بيننا.. انا خايفة من ربنا.. عاوزين نبره بنقعد معاه في نفس الأوضه محدش بيتكلم مفيش حوار .. أنا حاسة بالكل، محدش عاجبه الوضع، عاوزين نبقي أحسن معاه بس مش عارفين نعمل ده إزاي، والموقف عكس تماما مع أمي بنحبها ونعاملها أفضل حاجة، بس بنفشل نعمل ده معاه.. إزاي نصلح علاقتنا بيه؟ إيه اللي ممكن نعمله علشان الوضع ده يتغير؟
أهلاً بك يا سارة،
هناك فرق كبير بين أن تحسني علاقتك بوالدك من أجلك، وبين أن تحسني علاقتك من أجل الخوف من الله تعالى؛ فالله سبحانه وتعالى حين حدثنا عن بر الوالدين، وكونهم وراء الله تعالى مباشرة كان الأمر بالبر، وليس الطاعة، أو الحب.
اقــرأ أيضاً
نعم يا ابنتي؛ فالله تعالى وضع الحب في فطرة الأهل -إلا بعض الحالات القليلة المريضة، أو المشوهة تشوها جسيما على المستوى النفسي، ولكن حب الأبناء للأهل يحتاج من الأهل اجتهاداً؛ فهو ليس فطرياً بقدر ما هو مرتبط بسلوكهم وفهمهم، وعطائهم كآباء لاحتياجات الأبناء النفسية؛ ولأنهم قد يجهلون دورهم، أو قد يفتقرون لقدرات تؤهلهم لدورهم، أو قد يكونون أصحاب مشكلات نفسية معيقة لهذا العطاء أوصى الله تعالى الأبناء على الآباء.
* فهل العقوق يرتبط بعدم حب الأبناء للآباء مثلا؟
الحقيقة لا، ولكن الأكثر صحة نفسية ورضا وراحة هو وجود هذا الحب، ولكن عدم وجوده لا يتعارض مع البر، فالبر معناه الأدب الجم لدرجة تجنب قول كلمة "أف"، ولكننا تربينا على مفهوم أخر للبر.. تربينا أن البر هو الطاعة والحب، والابتلاع الكامل للآباء بكل صور الابتلاع، وتربينا على أن بعدنا عن تلك الصورة النمطية يوقعنا في إثم العقوق الذي يجعل مصيرنا الطرد من رحمة الله تعالى.
اقــرأ أيضاً
فالحقيقة أن ما نحتاجه وما أمرنا به هو التعامل معهم بأدب والإحسان لهما، ورعايتهما حين يحتاجان للرعاية حتى مع غياب الحب أو الطاعة، وهنا يكون العمل لله سبحانه بجدارة، أما أن تشعري بالذنب والرعب من عدم قدرتك على التعامل مع والدك بشكل طبيعي أو الحديث أو الحب؛ فهذا لا محل له من الإعراب، فالتسامح يحتاج قوة نفسية عظيمة يؤتي الله بها ثوابا كبيرا، ولكن إن صعب ذلك عليك أو على إخوتك دون المساس ببره؛ فدعي التسامح يأخذ وقته في الحدوث بصدق؛ فالله تعالى سبحانه يحدثنا دوما على الفضل؛ لأنه يرضى لنا الخير الأكبر، ولكنه تعالى يعلم أنها قدرة قد تحتاج لوقت.
حديثي السابق كان عن برك بوالدك ابتغاء مرضاة الله، ولكنْ هناك وجه آخر للأمر، وهو أن تحسني علاقتك بوالدك لك أنت؛ وفي هذه الحالة فإن الحديث سيختلف؛ فنحن كبشر نحتاج للائتناس بعلاقة أبوة حقيقية، وأمومة حقيقية؛ فيها نحصل على احتياجاتنا النفسية منهما؛ كالحب غير المشروط والقبول والدعم والحنان والأمان والاهتمام والاحترام والرعاية النفسية وغير ذلك الكثير، وكلما حرمنا من ذلك؛ كلما تأثرنا داخليا بدرجة سلبية قد تعيق سلامنا النفسي كل حسب تكوينه النفسي، ومدى مرونته النفسية، ومدى حصوله على تلك الاحتياجات بشكل صحي من غير الأبوين أو أحدهما.
اقــرأ أيضاً
لذا أقول لك: مادمت تخطيت عدم القدرة على مسامحته؛ فابدئي بالتعبير معه عن مشاعرك عموما في أي شيء حتى لو كان أمراً لا يخصك، أو خذي رأيه في موضوع ما، أو اطلبي منه أن يطلب ما قد يحتاجه منك ولو كوبا من الشاي، فهو يحتاج أن يشعر بأن له قيمة حقيقية لديك رغم هذا المشوار غير الصحي بينكما، واحتياجاتنا هي احتياجات كل البشر حتى هو، ولكن ربما كانت قصته وحياته فيها الكثير من الألم الذي جعله لا يتمكن من التواصل مع احتياجاته، وبالتالي احتياجاتكم، وكلما حصلت على احتياجك منه كأب؛ كلما ازددت براحا من الداخل، وما أقوله هذا "رحلة" بها مصاعب ومحطات ومشاعر... إلخ، ولكن بتمام تلك الرحلة ونجاحها؛ ستحصلين على راحة نفسية لم تتذوقيها من قبل.. دمت بخير.
هناك فرق كبير بين أن تحسني علاقتك بوالدك من أجلك، وبين أن تحسني علاقتك من أجل الخوف من الله تعالى؛ فالله سبحانه وتعالى حين حدثنا عن بر الوالدين، وكونهم وراء الله تعالى مباشرة كان الأمر بالبر، وليس الطاعة، أو الحب.
نعم يا ابنتي؛ فالله تعالى وضع الحب في فطرة الأهل -إلا بعض الحالات القليلة المريضة، أو المشوهة تشوها جسيما على المستوى النفسي، ولكن حب الأبناء للأهل يحتاج من الأهل اجتهاداً؛ فهو ليس فطرياً بقدر ما هو مرتبط بسلوكهم وفهمهم، وعطائهم كآباء لاحتياجات الأبناء النفسية؛ ولأنهم قد يجهلون دورهم، أو قد يفتقرون لقدرات تؤهلهم لدورهم، أو قد يكونون أصحاب مشكلات نفسية معيقة لهذا العطاء أوصى الله تعالى الأبناء على الآباء.
* فهل العقوق يرتبط بعدم حب الأبناء للآباء مثلا؟
الحقيقة لا، ولكن الأكثر صحة نفسية ورضا وراحة هو وجود هذا الحب، ولكن عدم وجوده لا يتعارض مع البر، فالبر معناه الأدب الجم لدرجة تجنب قول كلمة "أف"، ولكننا تربينا على مفهوم أخر للبر.. تربينا أن البر هو الطاعة والحب، والابتلاع الكامل للآباء بكل صور الابتلاع، وتربينا على أن بعدنا عن تلك الصورة النمطية يوقعنا في إثم العقوق الذي يجعل مصيرنا الطرد من رحمة الله تعالى.
فالحقيقة أن ما نحتاجه وما أمرنا به هو التعامل معهم بأدب والإحسان لهما، ورعايتهما حين يحتاجان للرعاية حتى مع غياب الحب أو الطاعة، وهنا يكون العمل لله سبحانه بجدارة، أما أن تشعري بالذنب والرعب من عدم قدرتك على التعامل مع والدك بشكل طبيعي أو الحديث أو الحب؛ فهذا لا محل له من الإعراب، فالتسامح يحتاج قوة نفسية عظيمة يؤتي الله بها ثوابا كبيرا، ولكن إن صعب ذلك عليك أو على إخوتك دون المساس ببره؛ فدعي التسامح يأخذ وقته في الحدوث بصدق؛ فالله تعالى سبحانه يحدثنا دوما على الفضل؛ لأنه يرضى لنا الخير الأكبر، ولكنه تعالى يعلم أنها قدرة قد تحتاج لوقت.
حديثي السابق كان عن برك بوالدك ابتغاء مرضاة الله، ولكنْ هناك وجه آخر للأمر، وهو أن تحسني علاقتك بوالدك لك أنت؛ وفي هذه الحالة فإن الحديث سيختلف؛ فنحن كبشر نحتاج للائتناس بعلاقة أبوة حقيقية، وأمومة حقيقية؛ فيها نحصل على احتياجاتنا النفسية منهما؛ كالحب غير المشروط والقبول والدعم والحنان والأمان والاهتمام والاحترام والرعاية النفسية وغير ذلك الكثير، وكلما حرمنا من ذلك؛ كلما تأثرنا داخليا بدرجة سلبية قد تعيق سلامنا النفسي كل حسب تكوينه النفسي، ومدى مرونته النفسية، ومدى حصوله على تلك الاحتياجات بشكل صحي من غير الأبوين أو أحدهما.
لذا أقول لك: مادمت تخطيت عدم القدرة على مسامحته؛ فابدئي بالتعبير معه عن مشاعرك عموما في أي شيء حتى لو كان أمراً لا يخصك، أو خذي رأيه في موضوع ما، أو اطلبي منه أن يطلب ما قد يحتاجه منك ولو كوبا من الشاي، فهو يحتاج أن يشعر بأن له قيمة حقيقية لديك رغم هذا المشوار غير الصحي بينكما، واحتياجاتنا هي احتياجات كل البشر حتى هو، ولكن ربما كانت قصته وحياته فيها الكثير من الألم الذي جعله لا يتمكن من التواصل مع احتياجاته، وبالتالي احتياجاتكم، وكلما حصلت على احتياجك منه كأب؛ كلما ازددت براحا من الداخل، وما أقوله هذا "رحلة" بها مصاعب ومحطات ومشاعر... إلخ، ولكن بتمام تلك الرحلة ونجاحها؛ ستحصلين على راحة نفسية لم تتذوقيها من قبل.. دمت بخير.
