29 يوليو 2017

لا أندمج مع أصدقائي.. وتركت المسرح رغم حبي له

السلام عليكم إزيك يا دكتور أنا مشكلتي تافهة، أنا عارفة بس نفسي أحلها، هما مشكلتين الصراحة أولا أنا تقريبا كل الأماكن الي بروحها وبيكون فيها أصحابي أو ناس عرفاهم مش بعرف أندمج معاهم، يعني بحس دايما إني مش جزء من المكان، وإني ما ينفعش أكون هنا لأني مش عارفة أقرب منهم زي ما هما بيقربوا من بعض، المشكلة التانية إني أنا بحب التمثيل فاشتركت في المسرح الجامعة بس أنا بتوتر لما حد يبصلي وانا بتكلم، فعشان كده معرفتش اخد دور فسيبت المسرح بس انا نفسي اتخلص من المشكلة دي، وآسفة يا دكتور علي الإطالة
أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛
مشاكلك ليست مشاكل تافهة، فأي أمر يزعجك، ويسبب لك معاناة هو مهم، ومقارنة ما نعانيه بما يعانيه غيرنا ليس له محل من الإعراب؛ فلكل منا تكوينه النفسي، ومناخ نشأته الذي يؤثر في كل تفاصيل حياته، بدءا من المشاعر، والأفكار، والمعتقدات، واستقبال تحديات الحياة، وتكوين العلاقات بأشكالها، ودرجاتها، إلخ، وكذلك مواقف حياته التي تعرض لها وتعلم منها، أو طبعت بصمتها بداخله.

وأعود لسطورك وأقول: كنت أتمنى أن تحدثينا عن بعض التفاصيل عن مشاعرك، وهل هي دائمة، أم مع بعض الأصدقاء؟ وهل تلك المشاعر تصاحبك منذ سنوات، أم ظهرت الآن فقط؟ وما هي طبيعة علاقتك بوالديك، وعائلتك؟ وهل هي مشاعر بعدم الاندماج فقط، أم بجانبها مشاعر أخرى؟ وهل تقصدين بالغربة الغربة عن المكان، أم الغربة عن الأشخاص؟.

ولكن ما أملك قوله عما تحدثت عنه من عدم قدرتك على الاندماج مع من حولك وعدم شعورك بالانتماء لهم، أو للمكان الذي تكونون فيه، وارتباكك حين ينظر لك شخص، أنه من المحتمل أن يكون مجرد قلق يأخذ صورة ما يعرف بالرهاب الاجتماعي، وما ينتج عنه من مشاعر التوتر، وعدم الراحة، والرغبة في الهروب من أي موقف فيه مجموعة من البشر بما في ذلك المسرح، وما يستتبعه بفقد الثقة بالنفس، والشعور بالدونية، وبدرجة من درجات الاكتئاب، أو أن ما تعانيه هو أكبر من ذلك وهو عرض لحقيقة ما تعانيه بعمق دون أن تدري.

لذا أنصحك بالتواصل مع متخصص نفسي يساعدك على تجاوز تلك المعاناة بشكل علمي في مناخ آمن؛ ﻷنك تستحقين أن تنطلقي في حياتك، ومن خلال موهبتك براحة، وسعادة.
آخر تعديل بتاريخ
29 يوليو 2017