صحــــتك
29 نوفمبر 2018

كنت أحب زوجي مرضياً ويخونني

كنت أحب زوجي حبا أشبه بالمرض، لا أستطيع الابتعاد عنه، أغار عليه حتى من أهله، وقعت أمامي صور له مع فتاة يقبّلها، وصور أخري يظهر فيها عضوه الذكري، فصدمت وواجهته، فأقسم لي أنها علاقة قديمة، وأنه لا يخونني، حاولت أن أسامحه لكن عقلي لم يهدأ؛ وجدت رسالة منه لفتاة بعنوان شقتنا قبل زواجنا بشهر، وواجهته فألف قصة غير منطقية ليبرر موقف، بالأمس وجدت صورا على هاتفه لعضوه الذكري، وكالعادة يقدم مبررات لا منطقية، لم أعد أثق حتى في حبي له، صورته داخلي مشوهة.. ماذا أفعل؟
كنت أحب زوجي مرضيا ويخونني
أهلا بك يا شفاء،
هكذا تكون الحقيقة دوما، مزعجة.. مؤلمة.. يتحطم عندها ما كنا نرجو، أو ما نحاول أن نداريه، وأكثر ما يعيق طريق الحقيقة هو رفضنا نحن تصديقها حتى لا نتألم، أو لنظل في كذبة تسعدنا سعادة مزيفة.



والقصة هنا ليست قصة حبك له التي تتصورينها، ولكنها قصة إحساسك العميق الذي لا تجدين له بداخلك مخرجا؛ جعلك "تفتشين" في أغراضه من البداية؛ فالحب الحقيقي يملأ قلوبنا وأنفسنا بالأمان، ولكنه لم يحدث بينكما.

الحب الحقيقي لا يقترب من قريب أو بعيد من الغيرة الشديدة، ولا التعلق الأخرق؛ فتعلقك الشديد به، وغيرتك عليه الشديدة هما نفساهما من مظاهر الخلل في تلك العلاقة التي لا تحمل الأمان، ولا البراح الذي تفرضه الثقة بين الزوجين.



ما تحتاجين فعلا لفهمه، وعلاجه هو حقيقة ارتباطك غير الصحي برجل تأكدت تمام التأكد من خيانته لك بأدلة لا تقبل الشك، ويرفضها عقلك الواعي، ويقعدك عن هذا الوعي هذا "التعلق المرضي".

أعتذر لك عن صراحتي التي تجعلني أقول لك: إنه بالرغم من انزعاجك ورغبتك الواضحة في حل مشكلة زوجك، إلا أن هذا ليس هو بيت القصيد؛ لأنه يخونك من قبل الزواج وأثناءه، فالرجل واضح جدا بتلك الأدلة، والقصة قصة رفضك لرؤية حقيقته التي أن ظللت ترفضين رؤيتها؛ ستتحول حياتك إلى ساحة معارك بين التجسس، وفقدان الثقة.


لقد رأيت في العيادة الكثير من تلك الزيجات التي جعلت أحد الشريكين يبعد بعيدا عن نفسه بمرور الوقت، وتهتز بداخله الثوابت، والقيم التي كان يصدقها، وتهتز ثقته بنفسه.

الأمانة تقتضي مني أن أقول لك: إن الرجل متعدد العلاقات لديه اضطراب في شخصيته، واضطراب الشخصية ليس مرضا نفسيا بالشكل التقليدي للمرض النفسي، وليس مرضا عقليا عضويا مثلا، بل بالعكس معظمهم يحملون كاريزما، ووسامة، وذكاء، ونجاحا عمليا في الحياة، ولكن ما حدث كان عبارة عن سلوكيات خبيثة جدا تلاحمت في شخصية صاحب الاضطراب منذ طفولته للدرجة التي جعلت الشخص نفسه يرى نفسه طبيعيا، وأن من حوله هم من يحتاجون للتغير، وإن اعترف زيفا بأن هناك خطأ يحتاج لمراجعة يكون ذلك بمثابة زوبعة في فنجان؛ ليعود من جديد، ولكنهم ليسوا مرضى بالمعنى التقليدي؛ وفي النهاية الاختيار لك؛ فالحياة اختيارات، ولكل اختيار ثمن يتم دفعه، وكل يدفع ما يقدر على دفعه.
آخر تعديل بتاريخ
29 نوفمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.