كذبت على خطيبتي وأهلها وبعد معرفتهم طلبوا الطلاق
خطبت قبل 3 سنوات وكذبت على خطيبتي وأهلها في أمور كثيرة، وحالياً عرفوا بالأمور، وهم مصممون على الطلاق، وأنا نفسيتي محطمة وعايش على المحاليل الوريدية ومكتئب.
عزيزي،
اسأل الله أن يشفيك، ويرزقك تمام العافية، وبعد.
أنت في موقف صعب، وصعوبته لا تكمن فقط في طلبهم للطلاق، ولكن كذلك في طريقة تفكيرك التي أوصلتك إلى هذا الموقف، فطريقة تفكيرك، أو ربما ثقتك التي كنت تمني بها نفسك لتصل إلى الزواج بها، هي التي تحتاج منك إلى مراجعة كبيرة لعلها تساعدك في حل هذا الموقف، وصدق أسفك وصدق رغبتك في حل تلك المشكلة لديك هي الأهم، لأنها ستساعدك في حياتك القادمة مع نفسك ومع الآخرين والحياة، ورغم أنني لم أرَ كلمة آسف على ما حدث منك في سطورك التي أرسلتها إلينا، إلا أنني سأقول لك ما يمليه علي ضميري وتقتضيه الأمانة مني:
الكلام عن الكذب في مجالنا النفسي "مرعب"، لأنه يرتبط بخصال تجذرت في الشخصية قد توصل الشخص لدرجة القيام بأي شيء يحقق له رغباته، حتى وإن دهس آخرين، أو راوغ، أو استغل، أو استخدم الناس حوله ليصل إلى رغباته، ومن هنا تظهر نواة الشخص السيكوباتي والنرجسي وغيرهما من الشخصيات التي تحقق نجاحاً وحيداً في مساحة ما وتفشل في كل المساحات الأخرى في الحياة على رأسهم من أحبوه!
لذلك، إن لم تقف وقفة صادقة مع نفسك ومن أجل نفسك، فلا شيء سيساعدك، فإن كنت نادماً، فهذا يعني أنك ما زلت تحتفظ بخصالك الطيبة الحقيقية بداخلك، فلا تهدرها، وكن صادقاً مع نفسك أولاً، واعترف بأسباب كذبك لنفسك أولاً لتتعرف إلى مخاوفك التي تدفعك إلى هذه الأكاذيب وتراجعها وتحلها، حتى إن تطلبت منك تلك الخطوة التواصل مع معالج ليساعدك لتكون الشخص الذي تفخر به ويحبك ويحترمك الآخرون، ثم اجعل خطوة أهل خطيبتك هي الخطوة الثانية التي تأتي من صدق رغبتك في المسامحة وليس فقط استعادتها، واعلم أنه كلما كنت صادقاً، قبلوا عذرك.
واعلم كذلك أنك ستكون مسؤولاً عما سيأتي إن سامحوك على قبول طرقهم المختلفة في التثبت من صحة أحاديثك، فتكون مستعداً لدفع هذا الثمن. وأسأل الله أن يعينك على أن تقوم بهذه الرحلة الداخلية لتكون في أفضل نسخك التي ظهر منها اعترافك يا ولدي، ولعل هذه التجربة تكون نقطة تحوّل في حياتك للأفضل، سواء أأكملت تلك الزيجة أم لا، وكثير من الأحداث والأشخاص الذين نعتبرهم آخر مطاف الرحلة أو ثمرتها يظهر فيما بعد أنهم كانوا مجرد محطة فيها، أو أنهم كان لهم دور فقط في التحول. انتبه لصحتك ونفسك قبل أي شيء، وإن أردت متابعتنا مرة أخرى، فنحن هنا من أجلك يا ولدي.
