20 مايو 2021

كبت المشاعر وكثرة الحركة والخوف من الوالد

مرحبا ، لدي العديد من المشاكل في حياتي خاصة الضغوطات من العائلة فأبي يصرخ كثيرا ويوجه الأوامر كما أني خجولة جدا و أفكر كثيرا في الامور التي مرت علي. أتعلق كثيرا بمن أحب ولكن لا يمكنني إخبارهم عن مشاعري مثل صديقتي المفضلة أعاني من اضطرابات في النوم و الاكل أشعر أني منبودة و لا أعلم السبب. كما أني أتحرك كثيرا بشكل ملحوظ و أخيرا لا يمكنني استشارة طبيب نفسي على أرض الواقع لأن عائلتي مجتمع مغلق
أهلا بكِ عزيزتي؛
سعدت بوعيك الذي جعلك تتمكنين من رؤية المناخ الذي يؤثر عليكِ رغم ما يحمله من ألم، وتتمكنين من رؤية نفسك من الداخل والخارج، وتتواصلين مع مشاعرك بشكل جيد.. وأبشرك بأن الشخص الذي يتمكن من رؤية ما يحيط به وأثره عليه، ويستطيع أن يقرب من ذاته ويتعرف على مواطن ضعفها وقوتها؛ هو شخص واعد في قدرته على التعامل مع نفسه بشكل صحي أو بشكل أدق على التدريب على الطريقه الصحية في التفكير والتصرفات بإذن الله..


في الحقيقة، التحدي الذي تواجهينه يحتاج منك لجهد أتمنى أن تقومي به، لتنجي بنفسك من الضغوط وأثرها، وسأضع لك اقتراحاتي في صورة نقاط أرجو أن تأخذي وقتك الكافي في تفهمها وإدراكها والعمل بها:
1- تأكدي من داخلك أن هناك كثيرات مثلك يعانين نفس المعاناة فأنت لست وحدك من يعاني عصبية الأب وأوامره طول الوقت. ولكن هناك من تمكن من رؤية حجم خوف الوالد وقلقه الذي يجعله يغطي خوفه بكثير من الصريخ والأوامر خوفا من رؤية ضعفه وضياع هيبته كما يظن! وهذا يتطلب منك أن تتصيدي أوقاتا حتى لو كانت قليلة يكون فيها لطيفا أو هادئا لتمدحي هذا المزاج عنده وتشرحي له كم هو فارق معكِ أن يتحدث بهدوء وود.

كذلك هو في الغالب يعرف من داخله أنه ليس محبوبا بطريقته تلك؛ فكلما أخذت رأيه في موضوع أو استشرته، بعيدا عن موضوعات الخلاف أو الخطوط الحمراء لديه؛ وصلت له رسالة مختلفة تجعله يسمح لنفسه من الاقتراب؛ فإذا وسعتي رؤيتك ستجدين في الغالب أن الأب الشرس له ابن يختلف في علاقته معه عن باقي أولاده بسبب ما أقترحه عليك هذا.



2- تدربي على التعبير عن مشاعرك بألوانها المختلفة للأشخاص الذين تشعرين معهم بالأمان عل نفسك لتعبري عن فرحك/حزنك/قلقك/خوفك/ غضبك/ إلخ بجملة أو جملتين فستجدي عجبا... فالإنسان يطمئن ويقترب ممن يعبر عما بداخله وليس العكس، حتى خوفك من التعبير عن مشاعرك حتى لا يحكم عليك إنسان أو ربما يبتعد عنك إن عرف ما تشعرين به أو غيره من تلك المشاعر عبري عنها بوضوح ومباشرة والجمل قصيرة وتدرجي مرة تلو الأخرى مع من تطمئنين له وستجدين تلك القيود تتفكك رويدا رويدا..

3- البدء الفوري في القيام بأنشطة تحبينها أو على الأقل تظنين أنك تحبينها، واكتشفي نفسك فالأنشطة والالتزام بها ووجودك داخل فريق ستجعلك تكتسبين مهارات كثيرة جدا لا تتخيلينها.

4- الاهتمام برعاية نفسك على المستوى النفسي ولا أقول لك بمزيد من الاضطلاع والقراءة ولكن التدريبات النفسية البسيطة وتمارين الاسترخاء والتخيل وممارسة الهوايات الشيقة والاستمتاع بصحبة من تحبينه من أقرانك وحب نفسك وحثها على مزيد من التقدم والنجاح في دراستك إلخ..

واعلمي أن ما قلته ليس سهلا ولكنه كذلك ليس مستحيلا، فقط تعاوني مع الجزء الداخلي لديك الذي يرغب في إسعادك لتتمكني من ذلك ولا تنسي أن خطوة صغيرة تلو الأخرى هي ما تحقق الخطوات التاسعة والتغيير.
آخر تعديل بتاريخ
20 مايو 2021