08 نوفمبر 2018

فنية تخدير.. والقلق يمنعني من العمل

أنا بنت عمري 21 سنة.. تخرجت فنيه تخدير.. ومشكلتي إن كل ما أدور على شغل.. وأقرر أشتغل بصيبني قلق شديد وتوتر قبل بيوم.. والصبح بصير أرجف وأبكي.. وبعدين ببطل أروح وأضل عم أفكر وأبكي.. هي تالت مرة بقدم على شغل وبصير فيني هيك كل يوم.. ولهلا لتاربخ اللحظه عم أكتب وأبكي.. صرت أخاف أطلع على أي مكان.. وكرهت حالي وثقتي بحالي.. ـهلي ما خلو شيء ما عملوه منشاني.. والأطباء قالوا هذا إكتئاب.. وأنا كنت أشرب دواء وما أحس بتغير.. وأخدته شهر.. وما في تحسن.. ولسه التفكير والخوف والتوتر ملازميني.. وعندي خمول شديد وضعف.. وحالتي أبدا ما منيحة.. ياريت تتواصل معي.. وترد علي رجاءا.
أهلا وسهلا بك يا دانو،
أنت لا تعانين الاكتئاب بشكل رئيسي، ولكن الاكتئاب لديك مصاحب للمشكلة الرئيسية، وهي "القلق المرضي".

القلق أمر طبيعي عند كل البشر، ولكن حين يزداد مستواه عن الطبيعي لا يتحمله جهازنا النفسي وحده بلا مساعدة، لذا كل ما تشعرين به حين تقدمين على خطوة العمل يتعلق بالقلق الذي تعدى المستوى الطبيعي عند الناس، والاكتئاب هو الصديق الأقرب للقلق النفسي، لذا قال لك الطبيب أنك تعانين الاكتئاب وهو صحيح، ولكن المعاناة الأكثر عمقا هي القلق، والقلق المرضي يحتاج لتدخل من المتخصصين بأشكال مختلفة، منها العلاج الدوائي للقلق.


والأدوية النفسية بشكل عام لا تعطي نتائج سريعة، لذا فالأمر يتطلب منك صبرا، وقد لا نستطيع الحكم على فعالية الدواء إلا بعد أسابيع، وقد تصل لشهور من التناول المنتظم للدواء، ولذلك يحتاج الطبيب لأن يراقب مدى التقدم ليتمكن من معرفة مناسبة الدواء والجرعة.

وأنت لم تنتظمي على إرشادات طبيبك كما طلب، ومن الضروري أن تعرفي أنه كلما قطعت الدواء وحدك، أو أوقفت انتظامك فيه، زادت الأعراض، وكلما احتجت لمزيد من الجرعات والمدة التي تخصّ العلاج، لذا فالانتظام على الدواء النفسي وجرعته لا يحدده إلا الطبيب.



والدواء هو جانب من جوانب العلاج؛ وهناك أيضاً العلاج النفسي بجانب العلاج الدوائي، وفيه تتواصلين مع المتخصص النفسي سواء كان الطبيب نفسه، أو اختصاصيا، أو معالجا من خلال جلسات نفسية يستكشف معك حقيقة قلقك، ليتمكن معك من وضع خطة العلاج التي تشمل تغيير أفكارك، وتعاملا صحيا مع مشاعرك، والتدرب على سلوكات جديدة مع نفسك، وتمرينات متخصصة. وهذه الجلسات ستمكنك من التغيير الداخلي بإذن الله، والتعرف إلى حقيقة هذا القلق؛ فقد يكون سببه الخوف من الخطأ، أو الخوف من حكم الآخرين عليك، أو الخوف من المسؤولية، أو أمورا أخرى كثيرة ستكتشفينها من خلال العلاج، وستكتشفين معه أيضا أنسب الطرق لك للتعامل الصحي معها، فابحثي عن متخصص نفسي يقدم خدمة الاستشارات بجانب العلاج الدوائي، أو ابحثي عن معالج بجانب طبيبك مع التزامك بالدواء.


أنصحك بالقراءة في موقعنا عن القلق، وأنواعه، وخطوات التعامل معه حتى تقومي بتلك الخطوة التي لا يجوز إهمالها.
آخر تعديل بتاريخ
08 نوفمبر 2018