25 مايو 2018

فشلت في إنقاص وزني.. اقبلي جسمك

السلام عليكم.. أنا أزن 124 كجم.. ولم أستطع إنقاص وزني بالرغم من أني حاولت كثيرا.. وأنا نفسيتي محبطة.. ساعدوني لأني خائفة
أهلا وسهلا بك يا آسيا،
لم تحدثينا عن محاولاتك في إنقاص وزنك؛ فهل كانت فقط الخضوع لأنواع من النظم الغذائية، أم كانت هناك بعض المحاولات الطبية أيضا؟ فهناك أسباب كثيرة جدا تسبب زيادة الوزن دون أن يكون السبب الرئيسي هو الغذاء غير المنظم أو غير الصحي؛ لذا اقترح عليك إن لم يسبق لك الكشف الطبي العضوي وإجراء بعض التحاليل، خاصة تحاليل الهرمونات؛ بأن تقومي بتلك الخطوة لكي تتضح لك طرق التعامل الصحيحة مع تلك المشكلة التي تزعجك.

فإن اتضح لك سلامة وظائف جسمك خاصة التي يكون من آثار اختلالها زيادة الوزن؛ فانتقلي بثقة للبحث عن المساحة النفسية التي ستكون حينها هي السبب الأكبر، وهنا يمكنني أن أؤكد لك أن الكثير من الناس حين يغرقون في مشاعر سلبية تزعجهم؛ يتجهون لملء الفراغ الداخلي لهم بالطعام إن كان هو الشعور الأصلي لديهم، أو بإزاحة تلك المشاعر السلبية أيضا بالطعام دون وعي منهم، وأحيانا بوعي غير ناضج.

وفي هذا السياق لن أحدثك عن نظام غذائي كما تعودت، ولكن يمكنني أن أضع بين يديك عدة نقاط غاية في الأهمية تساعدك على فهم ما يحدث داخلك، ومن ثم القيام بخطوات حقيقية بإرادة منك أنت، وسأضعها لك في صورة نقاط:
- تدربي على التعرف إلى مشاعرك، وتسميتها باسمها الصحيح؛ فحين تشعرين بالرغبة في التهام الطعام أعطي لنفسك لحظات قبل القيام بذلك؛ للبحث عن مشاعرك في تلك اللحظات، أو التعرف على موقف سابق سبب لك مشاعر معينة، ومن ثم دققي النظر في معرفة ما تشعرين به؛ فمثلا:
إذا شعرت بالوحدة أو الخوف أو الملل؛ ووجدت رغبة في الذهاب للمطبخ للبحث عن طعام؛ توقفي للحظات قبل الأكل وابحثي في ما يحدث داخلك؛ هذه اللحظات ستجعلك تكتشفين أنك في حالة خوف أو ملل أو غضب أصلا وليس جوعا، ثم دققي النظر أكثر؛ فقد تكتشفين أنك تشعرين بالألم أو الحزن أو الغيرة أو التوتر أو تشعرين بالذنب.. الخ.

- ثانيا.. انتبهي للفارق الكبير بين ما تحتاجينه، وما ترغبين فيه؛ ففي نفس المثال أنت تحتاجين للاطمئنان، تحتاجين للونس، تحتاجين لتقدير مشاعر خوفك، ولكن بدلا من الحصول على ما تحتاجينه؛ ترغبين في الذهاب للثلاجة؛ فصار احتياجك في طريق، والرغبة في أخذ احتياجك للحصول عليه في طريق آخر بعيد جدا عنه؛ فاحتياجك للونس يجعلك ترغبين في الحصول على الونس، وليس الطعام، وأنا أعلم أن ما أحدثك عنه ليس سهلا، ولكنه الطريق الذي تحتاجين للسير فيه بعد طول تخبط، وهو طريق يبدأ في فهم مشاعرك واحتياجاتك، والقرب الحقيقي من نفسك؛ لتتمكني من حل مشكلاتها بعيدا عن التسكين "اللحظي" بالطعام.

- التدرب على استبدال الطعام بأمور أخرى أكثر قربا من تحقيق سد احتياجاتك، كاستبدال الأكل بالاتصال بصديقة تحبك، أو الخروج للمشي، والتعرض للهواء، أو قيادة سيارة، أو التواصل مع أطفال تحبينهم واللعب معهم، أو قراءة كتب، أو قصص تحبينها، الخ.

- من المهم جدا أن تعيدي بناء علاقتك وتجددي رؤيتك لجسمك؛ فمن سطورك رأيت أن علاقتك بجسدك علاقة غضب ورفض، رغم أن فضل جسدك عليك كبير؛ فلقد تحمل معك مشوار حياتك بجد واجتهاد، وواصل تقديم صبره، وصمته في كل مراحل حياتك بكل ما فيها من حركة وتحمل، ويحتاج منك أن تشعري تجاهه بامتنان لصبره، وطاعته لك دون أن يصرخ بألم قاس، أو مرض يقعده عن مواصلة تعاملك معه، ولا أقصد أبدا إشعارك بالذنب تجاهه، فكفاك غرقاً في مشاعر الذنب كلما زاد وزنك، بل بالعكس تماما غرقك في مشاعر الذنب سيفعل بك العكس، والدليل هو شكواك الآن من الزيادة في الوزن رغم وجود مشاعر الذنب؛ فهذا يعني أن التخلص من مشاعر الذنب بصدق، والتحرر منها هو أول الطريق لعمل علاقة جيدة بجسمك، ونفسك؛ لتتمكني من البدء في رحلة التغيير يا صديقتي.

- يمكنك وسط ما اقترحته عليك تذكر وممارسة بعض ما تمكنت من احتسابه فعلا، أو الارتياح له من نظم التغذية السابقة.. دمت بخير.

اقرئي أيضاً:
ست نصائح لتحب صورة جسمك
مهووس بصورة جسمي وأعاني .. ما الحل؟
الوزن المثالي بين الحقيقة والوهم
علاجات بديلة ودعم ووقاية للتخلّص من نهم الطعام
آخر تعديل بتاريخ
25 مايو 2018