29 يونيو 2017

طبيعة حياة المدمن المتعافي

عايزة أفهم ولو باختصار طبيعة حياة المدمن المتعافى بعد مرحلة التأهيل النفسى، وهل بتوقف حياته على أساس عدم الرجوع للإدمان من حيث العمل واستمرارية الحياة؟ وهل من الضرورى مراقبته والتشكيك فى تصرفاته أم تشجيعه والمحافظة على ما وصل إليه؟ مجمل القول طبيعة الحياة، وما الواجب عمله لعدم الانتكاس؟
الفاضلة/ سارة؛
أهلا ومرحباً بك، ونشكرك على ثقتك في صحتك؛
المدمن في حقيقته إنسان يعاني؛ استعمل مادة مخدرة للهرب من ظروف غير مناسبة، وهذا التعريف لا ينفي عنه مسؤولية اختياراته، لكنه لا يحمّله الأمر بالكلية.

تكلمت في مقالة سابقة عن مراحل التعافي من السلوكيات الإدمانية، والمدمن في حال الامتناع فترة مقبولة نعتبره في مرحلة الاستدامة، والتي نأمل فيها أن يستمر التعافي لكن لا نستبعد الانتكاسة.

جوهر مشكلة الإدمان هو فقدان الشعور بالأمان، وفقدان اللذة في الاتصال بالآخر، ونحن إذا لعبنا على هذين الوترين من خلال الثقة المحسوبة والتواصل الفعّال معه يمكننا مد جسر التعافي تحت قدميه، الانخراط في أنشطة اجتماعية أمر بالغ الأهمية، وتشجيعه على تبني هدف ومعنى للحياة.

الشك والمراقبة يحفّز بقوة اللوزة الدماغية لتنشط، وهي أحد مكونات الجهاز الحوفي Limbic system، والذي هو مركز التحكم في عملية الإدمان، بل على العكس عملية تثبيت التعافي تعمل من خلال بعث رسائل طمأنة للوزة الدماغية، ولكن كما قلت الثقة المحسوبة، وبناء جسر ثقة دافئ بين المدمن المتعافي وبيئته.

يمكن للمدمن السابق أن يكون عضواً فاعلاً ونافعاً في أسرته ومجتمعه، وهذا ما ينبغي تشجيعه لا العكس.

اقرئي أيضاً:
مراحل التغيير والتعافي من السلوكيات الإدمانية
لماذا يقع البعض فريسة لإدمان العقاقير؟
هل أنت مدمن؟
كيف يقع البعض في براثن إدمان الأدوية المخدرة؟
12 قاعدة هامة للتعامل مع العقاقير المخدرة
فوائد الحشيش.. وهم أم حقيقة؟
آخر تعديل بتاريخ
29 يونيو 2017