24 يناير 2018

شاهدت فيلما إباحيا وأصبحت مدمن جنس

السلام عليكم أنا طالب جامعي، أبلغ من العمر ٢٢عام،  بدأت مشكلتي عندما كنت في ١٦ من عمري عند سن البلوغ وعندما مارست العادة السرية لأول مرة، وذلك عند مشاهدة فلم إباحي، وعند التقدم في السن لاحظت أن الأمور قد ازادادت سوءا فقد كنت أمارس العادة السرية يشكل يومي إلى هذا اليوم، وفي الحقيقة أثرت العادة السرية على سلوكي الاجتماعي وعلى دراستي بشكل كبير جدا جدا، والان تصل بي الأمور إلى ممارسة العادة السرية، ومشاهدة المقاطع الإباحية في أي وقت، ولا أعرف السيطرة على نفسي إطلاقا وأشعر أنني مدمن جنس فما الحل؟
عزيزي الكريم/
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وصلتني رسالتك ونشكرك في صحتك على ثقتك بنا، ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
العادة السرية هي سلوك إمتاع ذاتي، ويعني ذلك أنها انغلاق للفرد على نفسه في الحصول على اللذة، فهي تستبعد الآخر من المعادلة، وهذا هو مكمن الخطر الحقيقي فيها. قد تكون الأسباب الجذرية في ضعف التواصل الاجتماعي أو التوق للسيطرة الذي قد ينتج عن الشعور بالضعف النفسي وفقدان التحكم، فالشخص المتواصل بعمق مع الآخرين نادراً ما يقع في "إدمان" ممارسة العادة السرية.

من مضمون استشارتك يمكننا القول إننا أمام إدمان سلوكي بالفعل، فهناك خروج للسلوك عن حد العادة، مع الإلحاح والقهر، وفقدان السيطرة وفشل الامتناع بالرغم من المحاولة وظهور آثار سلبية نفسية/اجتماعية للسلوك، وكل هذه العوامل تضعنا أمام تعريف الإدمان، ولذا فنحن نحتاج - أيضاً - إلى الحديث عن مسببات الإدمان، فالإدمانات هي وسيلة لمداواة الذات، للهرب من ضغط خارجي أو داخلي.

والحل هو الاعتراف بوجود مشكلة تستدعي العزم والجهد لحلها، وبعدها علينا حشد دوافع ومحفزات التغيير، ورصد خسائرنا بسبب الممارسة، مع كتابة ذلك بشكل واضح إن أمكن. ثم رصد المحفزات على السلوك (المواقف/ الأشخاص/ الأماكن/ الأشياء/ الأحداث/ الحالة النفسية) وكتابة ذلك بشكل واضح؛ ثم قطع كل السبل الممكنة للسلوك من خلال تقييد شبكة الانترنت بالإشراف الأبوي من الشركة المزوّدة بالخدمة رأساً، وكل ذلك لا يعني البدء في رحلة التعافي وإنما يعني الاستعداد الصادق لبدء الرحلة، وتسميه زمالة مدمني الجنس المجهولين SA بالخطوة صفر.

كذلك وضع البدائل الصحية وسبل تنفيس وتصريف الطاقة، من فعاليات التواصل مع الآخرين والأنشطة الرياضية والمجتمعية والروحية. وبعد ذلك ينبغي التواصل مع مرشد (شخص ثقة وناضج للإشراف على تعافيك ومتابعتك) أو طبيب/معالج نفسي أو زمالة مدمني الجنس المجهولين، وذلك لمساعدتك على السير في طريق التعافي وخاصّة في الأشهر الأولى منه.
ورجائي لك بالسلامة والسكينة.

اقرأ أيضاً:
إدمان الجنس.. هواجس مدمرة وسلوكيات مرفوضة (ملف)
10 خطوات في طريق التعافي من الإدمان
آخر تعديل بتاريخ
24 يناير 2018