12 يوليو 2018
سنة ونصف خطوبة بدون تفاهم
عندي ٢٠ سنة، والفرق بيني وبين خطيبي سنة، ودايما لما نيجي نتناقش بحس إن مفيش تفاهم خالص، وبحس إن عقلي أكبر من عقلة، وبآخد المواضيع ببساطة أكتر، والموضوع دة بيأثر على نفسيتي جدا، مش عارفة أعمل إيه، وياريت قواعد أو أساليب أستخدمها عشان أعرف إن دة الانسان الصح، واللي أقدر أكمل معاه ولا لأ، مع العلم اإنا مخطوبين بقالنا سنة ونص
أهلاً وسهلاً حبيبة عمر،
لقد أرسلت مشكلة سابقة؛ وغالباً ما تشعرين به من ألم واكتئاب وعزلة وعدم الرغبة في مشاركة ما تشعرين به مع آخرين له علاقة وثيقة بما تسألين عنه في تلك المرة.
ولكن في البداية قد يكون من المفيد أن تدعي مشاعرك جانباً قليلاً حتى ننتهي من حديث "الواقع"، والذي يبدأ بتلك الحقيقة، وهي أن مصر حققت في العام الفائت ٢٠١٧ أعلى معدل طلاق في "العالم"، وهي إحصائية رسمية.
اقــرأ أيضاً
والإحصاءات والدراسات تخبرنا أيضاً أنه رغم تنوع أسباب الطلاق؛ إلا أن السبب الأصلي في الطلاق هو الاختيار غير المناسب، والاختيار غير المناسب لا يعني فقط أن شخصا جيدا تزوج من شخص غير جيد؛ فقد يستمر الزواج بين اثنين نراهما غير جيدين من وجهة نظرنا، وينجح زواجهما في تخطي أزمات ثقيلة، ولا ينجح من نراهما زوجين أفضل في تخطيها.
وحقيقة أخرى غائبة، أو حقيقة نتعمَّد وأدها، أو نغض الطرف عنها دون وعي أحياناً منا؛ وهي المحاولات المتدرجة، والمحاولات المستميتة أحياناً، لدفن حقيقة ما نريده وما لا نريده، ووأد حرية التعبير عن أنفسنا على أمل الحصول على السلام والسعادة، والتي تبوء دوماً بالفشل إما في العلاقة نفسها، أو في التواصل الصحي بيننا وبين أنفسنا بعد قبول التشوه والضغط والقهر أو المعاناة والتعاسة لفترات طويلة مما يجعلنا نحتاج لتدخل وإصلاح من متخصصين.
اقــرأ أيضاً
وكثير من قصص الفشل، أو المرض النفسي بعد الزواج؛ كانت بدايتها التغاضي عن "الاختلاف الكبير" بين الطرفين، والذي يظهر الآن لك بلا مواربة؛ فأنت تقولين أنكما لا تتفاهمان "خالص"، لديك درجة نضوج تجعلك تتمكنين من قبول الأمور بشكل أبسط منه، وتظهرين ردود فعل أكثر نضوجاً، فهذه العلاقة ترهقك وتزعجك رغم محاولاتك الأكيدة لمدة سنة ونصف.
الزواج يا ابنتي ليس جنة الله الموعودة، ولا جهنم الحمراء، ولكنه رحلة طويلة تحمل من المتع الكثير، وكذلك التحديات، وحين تطول الرحلة نهتم أكثر بمن سيرافقنا فيها؛ لأنها فترة طويلة، وفي الفترة الطويلة نحتاج لشخص "نرتاح" في وجوده، ونسعد بالرفقة معه، ونطمئن على حرصه أيضاً على سلامتنا - النفسية، والعاطفية، والجسدية - بصدق؛ لأن صدق حرصه على سعادتنا، وصدق احترامه، وحبه لنا "كما نحن" هو الأهم والأبقى، ويعني أنه صار مسؤولاً معنا على إنجاح العلاقة، وتدعيم متانتها بما يقدمه فيها كما نقدم نحن، وأنه يقبلنا دون ضغوط مجحفة أو تعنت ويسمعنا ويشاركنا ويؤنس وحشتنا ويعزينا حين نحزن أو نتألم، ويفرح معنا حين نفرح، فأين علاقتك به من هذا؟ أنت لست سعيدة.
اقــرأ أيضاً
الزواج ليس هدفاً نسعى له في حد ذاته، أو واجباً لابد من القيام به في وقت محدد، ولا مكاناً للهرب من أمر أسوأ، ولا قراراً غير مسؤول؛ ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف جيدة لنا؛ وذلك عن طريق الاختيار بوعي من يحقق هدف الاستقرار، والشراكة التي تشبع مشاعرنا وعقلنا وأجسادنا، وغير ذلك من الأهداف.
اقــرأ أيضاً
ويساعدك في ذلك ألا تهملي أمرين في غاية الأهمية، وأن تتجاوزي بوعي وصدق أمرين آخرين.
فالأمران اللذان لا يجوز أبداً غض الطرف عنهما هما:
- أن تجدي عند شريك الحياة أهم وأعمق وأغلى احتياجاتك، وهنا نحن نختلف؛ فهناك من تحتاج للحنان، وأخرى للتقدير، وأخرى للتعاون، فالمهم احتياجاتك أنت دون الوقوع في فخ "هذا يسعد الفتيات".
- الأمر الثاني المهم جداً هو التأكد من عدم وجود أمور تكرهينها تماماً، ولا تتمكنين من تحملها أبداً، وهنا تحتاجين لصدق، وقرب من نفسك حتى لا تقعي في فخ "سيتغير بعد الزواج"؛ فهذا هو الوهم الكبير.
أما الأمران الآخران فهما:
- أن تتأكدي أن غياب بعض ما تحتاجينه يمكنك التكيف معه - بعيداً طبعاً عن الاحتياجات المهمة جداً لك.
- أنك صدقاً يمكنك قبول وجود بعض الخصال التي لا تعجبك، ولكنها لا تزعجك ازعاجاً ينغص عليك حياتك.. ودمت حاضرة تتنفسين وجودك الحقيقي كما أنت مع من يستحق وجودك الحقيقي.
لقد أرسلت مشكلة سابقة؛ وغالباً ما تشعرين به من ألم واكتئاب وعزلة وعدم الرغبة في مشاركة ما تشعرين به مع آخرين له علاقة وثيقة بما تسألين عنه في تلك المرة.
ولكن في البداية قد يكون من المفيد أن تدعي مشاعرك جانباً قليلاً حتى ننتهي من حديث "الواقع"، والذي يبدأ بتلك الحقيقة، وهي أن مصر حققت في العام الفائت ٢٠١٧ أعلى معدل طلاق في "العالم"، وهي إحصائية رسمية.
والإحصاءات والدراسات تخبرنا أيضاً أنه رغم تنوع أسباب الطلاق؛ إلا أن السبب الأصلي في الطلاق هو الاختيار غير المناسب، والاختيار غير المناسب لا يعني فقط أن شخصا جيدا تزوج من شخص غير جيد؛ فقد يستمر الزواج بين اثنين نراهما غير جيدين من وجهة نظرنا، وينجح زواجهما في تخطي أزمات ثقيلة، ولا ينجح من نراهما زوجين أفضل في تخطيها.
وحقيقة أخرى غائبة، أو حقيقة نتعمَّد وأدها، أو نغض الطرف عنها دون وعي أحياناً منا؛ وهي المحاولات المتدرجة، والمحاولات المستميتة أحياناً، لدفن حقيقة ما نريده وما لا نريده، ووأد حرية التعبير عن أنفسنا على أمل الحصول على السلام والسعادة، والتي تبوء دوماً بالفشل إما في العلاقة نفسها، أو في التواصل الصحي بيننا وبين أنفسنا بعد قبول التشوه والضغط والقهر أو المعاناة والتعاسة لفترات طويلة مما يجعلنا نحتاج لتدخل وإصلاح من متخصصين.
وكثير من قصص الفشل، أو المرض النفسي بعد الزواج؛ كانت بدايتها التغاضي عن "الاختلاف الكبير" بين الطرفين، والذي يظهر الآن لك بلا مواربة؛ فأنت تقولين أنكما لا تتفاهمان "خالص"، لديك درجة نضوج تجعلك تتمكنين من قبول الأمور بشكل أبسط منه، وتظهرين ردود فعل أكثر نضوجاً، فهذه العلاقة ترهقك وتزعجك رغم محاولاتك الأكيدة لمدة سنة ونصف.
الزواج يا ابنتي ليس جنة الله الموعودة، ولا جهنم الحمراء، ولكنه رحلة طويلة تحمل من المتع الكثير، وكذلك التحديات، وحين تطول الرحلة نهتم أكثر بمن سيرافقنا فيها؛ لأنها فترة طويلة، وفي الفترة الطويلة نحتاج لشخص "نرتاح" في وجوده، ونسعد بالرفقة معه، ونطمئن على حرصه أيضاً على سلامتنا - النفسية، والعاطفية، والجسدية - بصدق؛ لأن صدق حرصه على سعادتنا، وصدق احترامه، وحبه لنا "كما نحن" هو الأهم والأبقى، ويعني أنه صار مسؤولاً معنا على إنجاح العلاقة، وتدعيم متانتها بما يقدمه فيها كما نقدم نحن، وأنه يقبلنا دون ضغوط مجحفة أو تعنت ويسمعنا ويشاركنا ويؤنس وحشتنا ويعزينا حين نحزن أو نتألم، ويفرح معنا حين نفرح، فأين علاقتك به من هذا؟ أنت لست سعيدة.
الزواج ليس هدفاً نسعى له في حد ذاته، أو واجباً لابد من القيام به في وقت محدد، ولا مكاناً للهرب من أمر أسوأ، ولا قراراً غير مسؤول؛ ولكنه وسيلة لتحقيق أهداف جيدة لنا؛ وذلك عن طريق الاختيار بوعي من يحقق هدف الاستقرار، والشراكة التي تشبع مشاعرنا وعقلنا وأجسادنا، وغير ذلك من الأهداف.
ويساعدك في ذلك ألا تهملي أمرين في غاية الأهمية، وأن تتجاوزي بوعي وصدق أمرين آخرين.
فالأمران اللذان لا يجوز أبداً غض الطرف عنهما هما:
- أن تجدي عند شريك الحياة أهم وأعمق وأغلى احتياجاتك، وهنا نحن نختلف؛ فهناك من تحتاج للحنان، وأخرى للتقدير، وأخرى للتعاون، فالمهم احتياجاتك أنت دون الوقوع في فخ "هذا يسعد الفتيات".
- الأمر الثاني المهم جداً هو التأكد من عدم وجود أمور تكرهينها تماماً، ولا تتمكنين من تحملها أبداً، وهنا تحتاجين لصدق، وقرب من نفسك حتى لا تقعي في فخ "سيتغير بعد الزواج"؛ فهذا هو الوهم الكبير.
أما الأمران الآخران فهما:
- أن تتأكدي أن غياب بعض ما تحتاجينه يمكنك التكيف معه - بعيداً طبعاً عن الاحتياجات المهمة جداً لك.
- أنك صدقاً يمكنك قبول وجود بعض الخصال التي لا تعجبك، ولكنها لا تزعجك ازعاجاً ينغص عليك حياتك.. ودمت حاضرة تتنفسين وجودك الحقيقي كما أنت مع من يستحق وجودك الحقيقي.
