26 يوليو 2018

زوجتي تعاني من نوبة ذهانية.. وأهلي خدعوني

اتجوزت بنت خالى من غير خطوبة، وحملت في الشهر التالت اتت لها هجمة ذهانية عنيفة، أصبحت تسمع اصوات تطعن فى شرفها، وتقول ان الحمام مراقب بالكاميرات، وان كل ما حدث فى العلاقة الزوجية بينتا قد علمت به الناس كلهم وأذيع على النت وقنوات التلفاز، اخدتها المستشفى بهدلتنى وشتمتنى قدام الناس، وكان صعب السيطرة عليها، أنا متأكد إن أهلى خدعونى، وإنها مريضة من الأول أعمل إيه؟
أهلاً وسهلاً بك يا محمد،
لا أعرف كيف لم تتعامل مع ابنة خالك من قبل؟ فحتى لو لم تعيشا معاً فترة خطوبة قبل الزواج، فهل لم تتواصل معها من قبل كعائلة؟ ونحن في مصر نكون أقرب للخالة، والخال وأولادهم أكثر من الأعمام والعمات.

لم تحدثنا عما قالوه لك في المستشفى فيما فعلته وقالته، والحقيقة أنك كذلك لم تتحدث عن مشاعرك تجاهها؛ فهل تحبها؟ هل ترى مسؤوليتك في قرار الزواج من ابنة خالك حين لم تعطي لنفسك حقك في أن تتعرف عليها بشكل كافي، ام هي مسئوليتهم وحدهم وخانوك فقط؟


أنا أسألك كل هذه الأسئلة؛ لأنك تحتاج لردود صادقة نابعة من داخلك؛ لتتمكن من اتخاذ قرار مناسب لك بعيدا عن التشبث بموضوع خداعهم لك على أهميته الكبيرة؛ فلقد قلت أنها تحمل طفلك، وقلت أنها تتحدث عن اشخاص وكاميرات، وهياج عصبي، وهذا رغم انه يحتاج لتشخيص، ورغم أنك ذهبت بها للمستشفى، ولم تذكر ما قاله الأطباء النفسانيون لك، إلا أنه يشير بوضوح يصعب ألا يراه أي متخصص أنها تعاني من درجة من درجات الذهان.

والذهان قصة كبيرة متشعبة؛ له أنواع ودرجات، وله علاج يواظب عليه الشخص غالباً مدى العمر حتى لا تتدهور حالته، وأصحاب هذا المرض يتزوجون، وينجبون، وتتوقف حال حياتهم على تفاصيل درجة الذهان، وانتظام الشخص في العلاج، وعلى مدى قدرة من حوله في تفهم مرضه، والتعامل المناسب معه.



وترجح الأبحاث وجود عامل وراثي؛ وفي الأغلب الشخص الذي يعاني من الذهان غالبا ينحدر من عائلة فيها شخص يعاني من ذلك، ويورث درجة من درجاته، لأبنائه؛ لذا قد يصاب أحدهم، أو بعضهم دون الآخرين، وعلى أي حال لا تشغل بالك الآن بخداعهم لك قبل أن تأخذ خطوة غاية في الأهمية، وهي المتابعة مع طبيب نفساني لتتمكن من فهم قدر ما تعانيه، وتفهم ما تحتاجه من متابعة، وقرارات تبنى على ذلك.



وأقول لك هذا بمنتهى الأمانة؛ هناك أشخاص عانوا من نوبة ذهان واحدة فقط في العمر، لذا خذها، وتواصل مع طبيب ماهر؛ لتفهم منه بشكل واضح بناء على حالتها؛ لتتمكن من اتخاذ قرار يناسب طاقتك، وقدراتك دون الغرق في دور الضحية، أو دور بطولة مزيفة؛ فكفاك درسا مما حدث ان تكون واعيا، ومسؤولاً فعلاً عما تريده تماماً دون ضغوط من الأهل، أو المجتمع، وفقك الله لما يفيد.
آخر تعديل بتاريخ
26 يوليو 2018