رسالة إلى الجزء الذي يريد الحياة
أشكرك على رسالتك، وأقدر لك إرسال هذه الرسالة في هذا التوقيت.
منار، مجرد إرسالك هذه الرسالة هو علامة على أن هناك جزءاً ما بداخلك ما زال متشبثا بالحياة يبحث عن حل وينتظر إجابة ويريد أملاً. وسأخاطب فيك الآن هذا الجزء، الذي أعلم أنه سينصت إلى جيداً.
نفسك يا منار ليست ملكاً لك، حتى تقومي بكل بساطة بالإجهاز عليها وإنهاء علاقتها بالحياة. وروحك يا صديقتي ليست هي الأخرى ملكاً لك، حتى تحددي التوقيت الذي تذهب فيها إلى بارئها. نفسك وروحك ملك لمن خلقهما، وهو الوحيد الذي يحدد مصيرهما وتوقيته وكيفيته.
مهم الآن أن تعرفي لماذا تريدين ذلك؟
كثير ممن يقدمون على الانتحار يودون إيصال رسالة معينة لمن حولهم من خلال عملية الانتحار، رسالة غضب، رسالة لوم وعتاب ورسالة ندم، وما الرسالة التي تودين إيصالها؟ ولمن؟
بعض من يقومون بالانتحار أيضاً يريدون في الحقيقة الانتقام من شخص معين أو من أكثر من شخص، ولصعوبة أو عدم إتاحة ذلك فإنهم ينتقمون منه في أنفسهم. من تريدين الانتقام منه يا صديقتي؟ وهل يستحق ذلك؟
إلى جانب أن بعض الأمراض النفسية تكون مصحوبة بميول انتحارية مثل الاكتئاب والهوس واضطراب الشخصية الحدية وغيرها. هل تعانين من أعراض اكتئاب أو هوس أو اضطراب الشخصية الحدية أو أي مرض نفسي آخر؟
ما رأيك في أن نبحث عن إجابات لهذه الأسئلة معاً؟ وأنا أثق أن الإجابة عليها ستساعدنا كثيرا في تجاوز ما تمرين به الآن؟
توجهي الآن يا منار. والآن فوراً، إلى أقرب مستشفى نفسي، واطلبي مقابلة الطبيب النفسي المناوب وأخبريه بأفكارك الانتحارية وبأنك تواصلتي معي. وبأنني شخصياً طلبت منك التوجه إلى المستشفى. سيقوم بعمل مقابلة تشخيصية وإجراء بعض الاختبارات النفسية التي سنستطيع من خلالها مساعدتك والاطمئنان عليك.
منار، سامحي نفسك، مهما كان الخطأ الذي ارتكبتيه. فنحن بشر ولسنا ملائكة.
ستعيشين وتستمتعين بالحياة. من أجل نفسك وليس من أجل والديك أو أي أحد غيرهما.
سيعينك الله على نفسك ويقيك شرها.
دعواتي وكل اهتمامي معك.
اقرئي أيضاً:
كيفية التعامل مع الأفكار أو السلوكيات الانتحارية
12 طريقة للتراجع عن الانتحار