دفنت أنوثتي وأتعامل كرجل.. خطبتي مهددة
أشكرك على سؤالك وعلى حسن توصيفك لحالتك..
يوجد بداخل كل منا (سواء كان ذكراً أو أنثى) ما نسميه رجولة نفسية، وأنوثة نفسية.. تتمثل صفات الرجولة النفسية في كل ما هو (فعل).. وصفات الأنوثة النفسية في كل ما هو (وجود/كينونة).. الشهامة والشجاعة والإقدام والإصرار هي من صفات الرجولة النفسية، التي يمكن أن توجد في الرجل وفي المرأة.. والحنان والدفء والعطاء والرحمة هي من صفات الأنوثة النفسية، التي يمكن أيضا أن تكون موجودة في الرجل وفي المرأة.. بل إنه حتى على المستوى البيولوجي.. فإن الرجل يحمل في دمه نسبة ما من هرمون الأنوثة (الأستروجين)، وتحمل المرأة كذلك نسبة ما من هرمون الرجولة (التستوستيورون)..
كلنا نولد هكذا.. وهو أمر طبيعي ومستحب ومطلوب ومفيد..
لكن.. البعض منا (سواء كان رجلاً أو امرأة) يضطر، بفعل بعض العوامل، منها طريقة التربية، وخصائص المجتمع، وضغوط نفسية أو حياتية معينة، أن يقوم (بدفن) أنوثته/أنوثتها أو رجولته/رجولتها، والعيش بما تبقى من تكوينه النفسي، الذي يكون غالباً قد أصابه بعض التشويه.. فنجد من قررت - مضطرة وغالباً بشكل غير واع - أن تدفن أنوثتها نتيجة رسائل نفسية كرهتها فيها، وعاشت بما تبقى من رجولة نفسية مشوهة (خشنة، صلبة، قاسية)، أو من دفن كذلك أنوثته النفسية وعاش جامداً عنيداً متبلداً.. أو من دفن رجولته وعاش بشكل مبالغ فيه في النعومة والتفريط، أو من دفنت رجولتها النفسية بحيث تبقى منها بعض ملامح الأنوثة المشوهة المائعة غير الحقيقية.
يبدو يا صديقتي أنك في يوم من الأيام.. ونتيجة بعض الظروف، قررت أن تدفني أنوثتك وتعيشي رجلاً.. لتتواءمي مع واقع ما.. ويبدو أن ذلك انعكس على علاقتك بخطيبك، التي أصبحت بهذا الشكل على المحك.
حالتك يا أسماء لها علاج، والتغيير فيها ممكن، وممكن جداً، وذلك من خلال رحلة علاج نفسي عميق قد تستمر لعدة شهور.. ستتواصل معك إدارة الموقع لتخبرك بأقرب مكان إليك يقدم هذا النوع من العلاج.
دعواتي معك..
اقرئي أيضاً:
واحد صحيح
فيلم "سبليت".. حين يقسمنا الألم