27 مارس 2018

خطيبي عصبي ويؤذيني.. ماذا أفعل؟

لو سمحت، خطيبي لما بيتضايق من أي حاجة ده بيأثر علينا، وبيعاملني بأسلوب مش كويس، أو كتير مبيردش علي، عاوزة أعرف أتعامل معاه إزاي لأن ده بيأثر علي نفسيتي، وبزعل على نفسي، وبزعل منه، ولو اجتنبته وقتها بيقول اني مش واقفة معاه أو لو اتكلمت بيبقي بالشكل ده.<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />

أهلا بك يا هدير،
كثيراً ما أتت لي زوجات يشتكين من عصبية الزوج التي تأخذ مستويات مختلفة، أو انعزاله عنها حين يشتد عليه أمر، وبتكرار هذا في حياتهما على مدار سنوات أجدها وقد أصيبت بالاكتئاب أو القلق، وتأثرت سلامة وصحة العلاقة بينهما كزوجين، أو أثر هذا على صحة الأبناء نفسياً.

والحقيقة أن الحياة الزوجية، والحياة ككل، مليئة بالتحديات والصعوبات التي تهون في وجود المشاركة والحب والتناغم بين الزوجين؛ فيحدث قرب نفسي، ويطل الأمان على العلاقة، وتتغذى مشاعرهما بالود؛ فتستقر العلاقة في وجه تحديات الحياة، وتكون بلسما يطيّب ما قد يصيب أحدهما، أو كلاهما من جروح. وحين كنت أسألهن هل تحوّل الزوج فجأة هكذا؛ فكان بعضهن يلاحظن التغير، وبعضهن كن يتذكرن أن أزواجهن كانوا هكذا منذ فترة التعارف، والخطوبة.

ولأنك في تلك المرحلة، أقول لك ما سأقوله - فالتعامل وتناول المشكلات بعد سنوات من الزواج وإنجاب أبناء يختلف حتما عن الوضع قبل الزواج - فأنت من سيختار كيف ستكون حياته، فانظري معي في مرحلة خطوبتكما، فخطيبك يغضب ويبعد ويعاملك بجفاء أو غلظة، فهو حتى لا يكتفي بالتقوقع على نفسه، بل يعاملك بشكل يؤذيك نفسيا، ويغضب حين تدعيه حتى يهدأ. وهذه التصرفات، على المستوى النفسي، تشير إلى أنه مازال من داخله صغيرا، لا يتحمل بنضوج ما قد يزعجه، ويزيح غضبه من أي شيء عليك أنت وعلى علاقته بك، ويحاسبك على تركه إن لم تظلي تتحملين غضبه، وعدم رده على اتصالاتك، أو سوء تعامله ويراه تخليا، وكأنه يريد منك أن تكوني أمه مثلا لا شريكته؛ فهو يحتاج إلى علاج يا هدير قبل إتمام زواجكما، وتحتاجين أن تصدقي أنك تستحقين أفضل من ذلك، وألا ترتدي دور المنقذ القميء معه، وألا تتصوري أن الحب سيظل موجودا مع تكرار ذلك.

نحن لا نتزوج لنعالج مرضى، ولا نتزوج لأن الزواج هدف في حد ذاته، بل الزواج وسيلة لتحقيق أهدافنا. فلتعودي إلى أهدافك من الزواج؛ لتتأكدي من أن زواجك أنت كما أنت به كما هو يحقق أهدافك، ولا تنسي أنك تملكين الاختيار، بما في ذلك وقفتك الحاسمة جداً في وجوب علاجه نفسيا حتى يتم الزواج إن أراد، وعلاجه لا يعني أنه مجنون كما يتصور عامة الناس؛ فحين نقترب من حقيقة مشكلاتنا، ونصلح العلاقة مع أنفسنا، وغيرنا، والحياة.. يسمى هذا علاجا.

اقرئي أيضاً:
حتى لا يضيع الحب
عريس لا أعرفه.. كيف أتأكد أنه ملائم؟
هل من حقك معرفة ماضي شريك الحياة؟
آخر تعديل بتاريخ
27 مارس 2018