خاصمني لمجرد لقائي بشخص غيره.. هل هذا طبيعي؟
أنا في الجامعة وهناك شخص في الدفعة صديق لي، منذ أشهر أخذ بالتودد شيئا فشيئا، حتى أصبحنا أصدقاء مقربين وأصبح يشاركني جميع تفاصيله ولا يتوقف عن التواصل وأصبح قريبا جدا، وكلما أخذت خطوة للوراء كان يمنعني بحجة أنه لا مش عايز مساحة بيننا وأنه عايز يكلمني كل يوم وأني أد إيه وجودي مهم في حياته.. وقبل فترة كنا نتكلم حكيت له أني رحت مكان وشفت زميل قديم هناك، ومن وقتها تغير 180 درجة وحاولت سؤاله 3 مرات وكان رده باردا، والآن يتعمد تجاهلي في الكلية ويتعامل مع الجميع إلا أنا... لم هذا التغير؟
عزيزتي؛
حمدت الله كثيراً على موقفه هذا! فهناك إشارات تحدث في علاقات الارتباط يغفل أو يتغافل عنها الاثنان أحياناً أو أحدهما، وتكون إشارة في منتهى الأهمية لمصير العلاقة أو ما ستؤول إليه وما ينتج عنها من تبعات تخص سلامتهما النفسية، أو الأبناء إن حدث الزواج، ولكنها تضيع وسط ركام الاستمتاع بالحالة أو الخوف من "فقد" تلك الحالة حسب كل شخص وتاريخه السابق في تواصله وتفكيره تجاه نفسه والآخرين والحياة.
وما حدث منه هو من تلك الإشارات القوية الهامة؛ فانظري معي بهدوء ورويّة؛ فهو يزاحم لأخذ مساحة أكبر؛ ليشعر بوجوده وأهميته عندك، ويضغط في ذلك من دون أن يحترم السرعة الطبيعية للقرب بما يريحك ويساعد في جعل العلاقة علاقة ذات جذور حقيقية، تأخذ وقتها بمراحلها الطبيعية بما تحمله من أطياف المشاعر والأحداث، وحين يعرف مجرد معلومة تتعارض مع "صورة" خلقها ووضعها في رأسه عنك - تماماً مثل الصورة التي يخلقها ويضعها في رأسه عن العلاقة بين رجل وامرأة لها شكل وجرعة وسرعة معينة- ويتغير فيها شيء ولو صغير أو بسيط يتحرك عنده تصورات ومشاعر تقلب ما كان بينكما رأساً على عقب!؛ فيتغير، ويعاقب، ويتجاهل، وكأن شيئاً لم يكن..
وستكون في الغالب تلك الطريقة إما عقاباً لك على التواصل، سواء الطبيعي أو غير الطبيعي مع رجل؛ فتصل إليك رسالة حتى وإن لم يعلنها بوضوح ؛ أنه لا رجل في حياتك غيري تتعاملين معه- لدرجة أننا وجدنا زوجات يشتكين من مشاجرات مع أزواجهن عند شراء أشياء من رجل السوبر ماركت أو الحارس، أو الجار لأسباب طبيعية جداً، ناهيك عن الأقارب، أو تكون تلك التصرفات لشكوك يحملها في رأسه هو، لتاريخه السابق، وتخرج مع أبسط تفكير. وعلى كل حال، سواء هذان الاحتمالان أو غيرهما، فأنت اكتشفت أن هذه هي طريقته الطفولية التي تتحكم في تصرفاته غير المسؤولة والتي تكمن وراءها طريقة تفكير أكثر صعوبة، والحياة اختيارات ولكل اختيار ثمن.
