خائف من الزواج ومتردد

أهلاً بك وسهلاً يا عبد الرحمن،
أشعر جيداً بخوفك من الزواج يا ولدي، ورغم هذا الخوف والتوتر؛ إلا أن هذا الأمر صار يحتاج منك الآن لوقفة جادة لتستكشف حقيقة تلك المخاوف؛ فالزواج في حد ذاته علاقة مشبعة مريحة للطرفين فيها تواصل حقيقي بين الرجل والمرأة على عدة مستويات؛ المستوى العاطفي، والمستوى الفكري العقلي، والمستوى الروحي، والمستوى النفسي (الذي يرتبط بمشاعر الأمان، والائتناس، والثقة، والدعم، والتشارك، والاهتمام.. إلخ)، وكذلك المستوى الجسدي (العلاقة الجنسية).

أنت تحتاج أن تجلس مع نفسك بصدق وهدوء لتتمكن من فهم حقيقة ما تخاف منه؛ للعمل على علاجه قبل مرحلة البناء، ويمكنك في تلك المرحلة أن ترسل لنا من جديد بما قد تكون استكشفته فلتمد يد العون لنفسك؛ ولأن الخوف، والدموع وحدهما لن يحلا المشكلة.

ويبقى أن أحدثك عن الخوف العام الذي قد لا تجده في مساحة محددة مما حدثتك عنها، وهو الخوف من المسؤولية، فالمسؤولية قدمت لنا على أنها أمر ضخم مزعج يرهق الشخص، والحقيقة أن المسؤولية بريئة تماماً مما غلفها الناس بها من الهم والغم؛ والمسؤولية أبسط كثيراً من هذا؛ فهي ليست معاناة تجعل طرفاً يحمل الآخر على صدره أو كاهله؛ فهذا أمر غير صحي تماماً، والمسؤولية الحقيقية هي توزيع أدوار بإنصاف وتعاون ورحمة، ولا تشمل أن يقوم شخص بتحمل مسؤولية الآخر.. فمثلاً لا يجوز أن تتحمل هم علاقة زوجتك بأهلها والعكس.. قد تشارك برأي أو اقتراح؛ ولكنك لن تحمل هم العلاقة، وهذا يتطلب الوضوح منذ بداية الزواج وتفهم حقيقة المسؤولية والأدوار.


وكذلك أحياناً الشباب والفتيات الذين نشأوا في بيوت كان فيها مشاحنات أو ضغوط أو عدم تفاهم بين الأبوين يخافون من الزواج؛ خوفاً من تكرار مأساة علاقات أسرهم السابقة، وهذا أيضاً يحتاج لمراجعة، وحتى لا نكرر نسخاً خربة من نسخ السابقين؛ لنتحرر من تلك المفاهيم المغلوطة والعلاقات غير الصحية، ونبدأ من جديد.. نحن هنا معك يا ولدي.. وتابعنا بأخبارك.