15 أبريل 2019

حامل في 3 وأعاني من اكتئاب

أنا كنت أرغب بالحمل، وبعد عناء ومحاولة سنتين حصل حمل بعد علاج، ولكن كانت المفاجأة أنه حمل ثلاثي، ومن هنا بدأت قصة اكتئابي وكرهي الحمل لدرجة البكاء يومياً، وكره الأطفال، وبادرتني فكره الانتحار.. فيرجى التكرم وإفادتي للتخلص من الحالة.
أهلا وسهلا بك يا ميسون،
أحب أولا أن أحدثك قليلاً عن التفكير في الانتحار قبل أي شيء؛ فالانتحار ظهر عندك كحل للتخلص من الخوف أو القلق أو الألم أو صعوبة الظروف، وأنت كما ذكرت كنت في احتياج كبير للحمل؛ لدرجة أنك ثابرت على العلاج عامين كاملين باختباراتهما وإرهاقهما نفسياً وجسمانياً ومادياً؛ لتكوني أما وتبني أسرتك؛ فهي أهداف لك ترغبين في تحقيقها؛ فكيف ستتحقق أهدافك لو غبت عن الحياة؟ والتخلص من الخوف أو القلق له طريق متعددة، ليس من بينها أن تنهي حياتك، وتحرمي من تحقيق أهدافك.



فالتواصل مع متخصص نفسي يقدم لكي حلا بديلاً عن الانتحار، حيث أن فكرة الانتحار تلك يجب أن تحذف من قاموس حياتك؛ والمتخصص النفسي يستطيع بأدوات وطرق نفسية أن يساعدك على التعامل الصحي مع مخاوفك ويجعلك أكثر متانة نفسية، ويمكنَك من تحقيق أهدافك بتغيير حقيقي ثابت داخلك، ولا أكتمك سراً حين أقول لك إن التفكير في الانتحار يشير لحالة انفعال شديدة لا يصل لها كل شخص يقع تحت ضغط، وهذا يعني أن هناك مراحل مررت بها في حياتك كان لها تأثير عميق قد لا تدركينه يجعلك اليوم تفكرين مثل هذا التفكير تحت وطأة الحمل، فقد يكون في علاقتك بأحد والديك في السابق، أو ربما في علاقتك بزوجك، أو غيره من المعاناة التي قد ترتبط بالمشاعر أو التواصل.


تواصلك مع متخصص سيساعدك بالفعل، وقد تضعان معا خطة للتعامل مع مراحل الحمل نفسه، والاستعداد النفسي له، وعمل علاقة إيجابية بينك وبين أطفالك قبل ولادتهم، وسيساعدك في الاستعداد النفسي للولادة، وما بعد الولادة بطرق نفسية واجتماعية قد لا تفكرين فيها الآن من شدة التوتر، وقد يسند عدة أمور لزوجك خلال تلك المراحل، أو يعرض عليك أي طرق لمساندتك مما سيراه من خلال الواقع الذي تعيشين فيه، وبما لا يتخطى قدرة احتمالك؛ فلا تبخلي على نفسك بخطوة طلب المساعدة تلك؛ لأنك تملكين الإرادة، والدأب اللذين ظهرا في رحلة العلاج، وحتى تقومي بتلك الخطوة أترك لك هذه الرسالة: "العقل والمنطق يقولان إن المعاناة التي سبقت الحمل تستدعي تحمل الطريق بغض النظر عن مشاعرك، والإحساس يقول إن الأطفال بهذا العدد سيكون ذلك مرعبا ومرهقا وموترا جدا؛ فابحثي عن الطريق الوسط بينهما، والذي يساعدك على قبول وجودهم مع مراعاة سلامتك الصحية والنفسية باستخدام كل طرق التسهيل ودوائر المساعدة، والسؤال عمن كان في مثل ظروفك، وستجدين اختلافا كبيراً عما أنت فيه الآن".
آخر تعديل بتاريخ
15 أبريل 2019