صحــــتك
22 سبتمبر 2018

جلطة الساق وعلاقتها بعقار دوستنكس

أنا آنسة عمري 31 عاما.. أستخدام دواء دستونيكس منذ عام لعلاج حالة البرولاكتينوما. منذ أسبوعين أصبت بجلطة في الساق اليمنى مكانها في أول الفخذ، وأخذت حقن كليكسان 60 حقنة كل 12 ساعة لمدة أسبوع، ومنذ اليوم الثالث من الإصابة بدأت بأخذ ماريفان 3 تدريجياً، وبعد أسبوع زال الورم، ولكن من 3 أيام أخذت رجلي في التورم تدريجيا حتى عادت لحالتها السابقة في أول الإصابة، وأجريت تحليل سيولة فوجدته 1.05، فما السبب؟ علما أني في راحة تامة منذ أسبوعين منذ علمي بإصابتي بالجلطة ولا أتحرك إلا للحمام فقط وباقي الوقت مستلقية وأرفع رجلي 30 درجة. فما السبب؟ و شكرا وجزاكم الله خيرا
جلطة الساق وعلاقتها بعقار دوستنكس
الأخت سارة؛
تحية طيبة وبعد..
بالنسبة لاستفسارك فإن ما حدث لك هو جلطة وريدية عميقة بالساق، وهو تجلط بالدم في الأوردة العميقة بالساق يؤدي إلى توقف سريان الدم بانسيابية داخل هذه الأوردة، ما يسبب تورما في الساق وألما وتغيرا في شكل الجلد.



والجلطات إما مستحثة provoked أو غير مستحثة unprovoked.. والجلطة المستحثة، أي لها سبب من الأسباب الظاهرية المعتادة للجلطات، مثل التعرض لحادث أو إجراء عملية بالساق أو أي عملية تحتاج إلى راحة بالسرير وتمنع الحركة بعد العملية، أو كبار السن غير القادرين على الحركة أو بعض الرياضيين أو المرضى المنتظمين على أدوية منع الحمل ما يؤدي إلى زيادة لزوجة الدم وبالتالي إمكانية حدوث جلطة وكذلك أثناء وبعد الحمل مباشرة.

وعدا ذلك من الأسباب الباطنية أو غير الظاهرة يعتبر جلطة غير مستحثة، مثل نقص بروتين "سي" أو بروتين "اس" أو أي مشكلة في عوامل التجلط بالدم، أو بعض أمراض الدم وخاصة اللوكيميا بأنواعها، وكذلك وجود أي أورام أخرى بالجسم تؤدي إما إلى تغير طبيعة الدم أو إلى مشكلة بالأوردة تؤدي لحدوث التجلط.



وأعتقد من المعطيات التي أرسلتِها في سؤالك أن الجلطة التي حدثت لك (في غالب الأمر) غير مستحثة (من المهم رأي استشاري أمراض الدم أو جراحة الأوعية في ذلك)، وهو ما يتطلب فحوصات أكبر وأدق عن سبب الجلطة مثل صورة دم مفصلة وعوامل التجلط وخاصة بروتين C وS، وغيرها من الفحوصات للوصول لسبب الجلطة.

وننصحك بزيارة استشاري أمراض الدم أو جراحة الأوعية الدموية للتأكد من سبب الجلطة حتى يتم علاج السبب وبالتالي عدم حدوثها مرة أخرى.

كذلك من العوامل المهمة أيضاً معرفة مكان الجلطة، هل هو مكان معتاد مثل الساق أو الحوض أم هو في أماكن أخرى من الجسم غير معتادة. وكذلك هل هي مثلاً في الساق في مستوى تحت الركبة أو فوق الركبة.

وطبعاً كونها تحت الركبة أفضل من فوق الركبة وكذلك استقرارها أو تراجع حجمها أفضل من زيادة حجمها أو تطورها ووصولها لمستوى أعلى في الساق.. وكل هذه العوامل يضعها أطباء أمراض الدم وأطباء جراحة الأوعية في مجموع نقاط مثل Well’s score للوقوف على حالة الجلطة وبالتالي تحديد درجة خطورتها وكيفية التعامل معها.



ولعل أبرز مخاوفهم في هذا الصدد هو وصولها للرئة أو في حالة وجود ثقب بالقلب وصولها للدورة الدموية الشريانية - لا قدر الله -.

ويبدأ العلاج عادة بحقن الكليكسان (إينوكسابارين)، وهو نوع من أنواع الهيبارين، مع أخذ حبوب الوارفارين (ماريڤان)، ويؤخذ كلاهما لمدة أيام لحين ارتفاع معدل السيولة INR من 1(المعدل الطبيعي) إلى ما بين 2 - 3 (المعدل العلاجي المطلوب).

وبالتالي يتم إيقاف الكليكسان ويستكمل المريض على الوارفارين حسب المدة التي يحددها الطبيب، والتي تراوح بين 3 أشهر لستة أشهر أو سنة أو حتى مدى الحياة، حسب حالة كل مريض وحسب ما سبق وذكرناه من أسباب تجعل مدة العلاج بالوارفارين تختلف.

وطبعاً هناك أدوية أخرى غير الوارفارين لا تحتاج إلى متابعة الـINR وبالتالي فهي أسهل في التعامل ولكن أسعارها مرتفعة، وكذلك لا تصلح لكل الحالات وما زالت تجري عليها أبحاث على حالات مختلفة لمعرفة مدى تأثيرها.



ورداً على سؤالك المباشر، فالمريض الذي يأخذ الوارفارين عليه المتابعة في عيادة السيولة أو مع طبيب أمراض الدم أو الباطنية مستوى الـINR، وأن يكون في المستوى ما بين 2 - 3، وإذا قل عن معدل 2، فعلى الطبيب زيادة جرعة الوارفارين، لأن المريض سيكون عرضة لعودة الجلطة مرة أخرى.

واذا زاد INR فوق 3 فعليه تقليل الجرعة (خوفاً من حدوث نزيف من زيادة السيولة)، وإذا قل الـINR ليصل إلى أقل من 1.5 فإن المريض يبدأ من جديد في أخذ حقن الكليكسان مرة أخرى مع الوارفارين لحين وصول الـINR إلى أعلى من 2، لما في ذلك من خطورة على المريض من حيث تطور الجلطة أو عودتها مرة أخرى.

وأعتقد أن شكواك بتورم القدم مرة أخرى ووصول الـINR معك لـ1.5 معناه أنك تحتاجين للبدء مرة أخرى بحقن الكليكسان فوراً بالجرعة نفسها التي كنت تأخذينها سابقاً، مع استمرارك على حبوب الماريڤان وإجراء أشعة موجات صوتية على أوردة الساقين مرة أخرى ومن ثم يقرر الطبيب ما هو الحل المناسب.



ومن المعتاد أن يحدث تذبذب عند بعض المرضى في مستوى الـINR، فقد يتأثر الوارفارين ببعض الأدوية الأخرى، أو حتى ببعض الأكلات خاصة التي تحتوي على فيتامين K، مثل السبانخ والكراث والشاي الأخضر وكبد الحيونات، كالبقر والخراف وغيرها، وبالطبع هناك قائمة للأكلات التي يجب الحذر في أكلها مع المرضى المنظمين في الوارفارين. وجدير بالذكر أن عقار دوستينكس ليس له تأثير على الوارفارين.

بالتالي فالأمر يحتاج إلى زيارة طبيب أمراض الدم أو جراحة الأوعية الدموية فوراً أو حتى الذهاب إلى طوارئ المستشفى (إذا تعذرت رؤية الطبيب)، للبدء في حقن الكليكسان ومن ثم إجراء فحوصات أكثر لمعرفة سبب تذبذب معدل الـINR وسبب الجلطة للوصول للعلاج السليم.

آسفين لإطالة الحديث وأن نكون قد أخفناك به، ولكن من المهم توعية المريض بحالته وبالتالي نستطيع أن نصل للشفاء التام والعاجل.. تمنياتنا لك بدوام الصحة والعافية ودمتم بألف خير.

آخر تعديل بتاريخ
22 سبتمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.