29 ديسمبر 2016

توحدت مشاعري به وعشت له.. نفسك أمانة

السلام عليكم، تعلقت بشخص وتوحدت مشاعري به وعشت له، أهملت دراستي وتضاءلت قدراتي، وبعد أن حصل الفرق بين مستواي الآن وكيف يجب أن أكون، وتخلى ذلك الشخص عني، انتكست وأصابتني حالة كآبة، صرت أتحدث مع نفسي، وألاحظ حياتي التي تمر، أنا عاجزة عن الفعل، كل يوم أنهض وأقوم بالتخطيط والتخطيط وأرفع معنوياتي لكن دون جدوى، لا أفعل ولا أغير شيئاً، الماضي يطاردني. والحاضر أقضيه في التخطيط بدون تنفيذ، فأنا لا أملك القدرة والإرادة كأني مسلوبة العزيمة، أرجو النصح وجزاكم الله خيرا.
الطبيب:

د.

عزيزتى أماني؛
أشكرك لسؤالك وأشعر جداً بحيرتك وألمك؛
تكمن مشكلتك يا عزيزتي في كلمتين قمت بكتابتهما في سؤالك: (توحدت مشاعري به)، و(عشت له).

أسوأ ما يمكن أن يفعله إنسان بنفسه يا صديقتي هو أن يتوجه بكل مشاعره واحتياجاته نحو شخص واحد. وأبشع ما يمكن أن يؤول إليه مصير أحد هو أن يجعل من إنسان آخر مصدراً وحيداً لسد كل احتياجاته من أمان وحب وقبول واهتمام واحترام، لأنه في حالة اختفاء أو انشغال أو بعد هذا الشخص، سوف تتحولين إلى بقايا آدمية فقدت علاقتها بالحياة. ليس هذا فقط، بل إن الأسوأ والأكثر رعباً، هو أن يعيش أحد (من أجل) أحد آخر. أنت بهذا تسحقين نفسك، وتحرقينها وتؤذينها أذى شديداً.

العلاقات الحقيقية يا صديقتي يجب أن يكون فيها قدر من الندية، والتبادل المشترك في سد الاحتياجات، والائتناس الدائم بوجود الآخرين حولنا، وقبلهم وبعدهم وجود الله عز وجل. أما أن تتوجهين بكل نفسك وروحك وعقلك وقلبك ومشاعرك واحتياجاتك نحو شخص (تعيشين له)، فأنت بهذا ترتكبين خطأ شديداً في حق نفسك، وفي حق خالقك الذي كرمك ووهبك الحياة.

أنت تملكين العزيمة والإرادة والقدرة على التخطيط وتجاوز تلك التجربة المؤلمة، وتستطيعين ذلك الآن. لكن يجب عليك أولاً أن تقبلي فقد هذه العلاقة، وتعلمي أنها كانت علاقة غير صحيحة أو سوية نفسياً، وثانياً أن تنوي وتقرري ألا يتكرر هذا النمط في علاقاتك القادمة مهما كان الثمن. فنفسك أعز ما تملكين، من فضلك حافظي عليها، ولا تسلميها هدية سائغة لأي بشر، فهي أمانة لديك، من خالقك عز وجل.

دعواتي بالتوفيق.

اقرأي أيضا:
أمر بأزمة نفسية عنيفة.. علاج العلاقات الخطرة (فيديو)
أنا وحبيبي.. علاقة الحبل السري

آخر تعديل بتاريخ
29 ديسمبر 2016