14 يوليو 2017

تزوجت وأشعر بالذنب نحو خطيبي السابق

السلام عليكم، كنت مخطوبة لشخص فترة من الزمن وتعلقت به جدا، قدّر الله وانفصلنا، والآن أنا متزوجة من شخص آخر، زوجي رجل فاضل ويحبني جدا، لكني لا أستطيع التوقف عن التفكير في خطيبي السابق والشعور بالذنب والخيانة، لذلك لا يفارقني، لكن الأمر خارج عن إرادتي. أريد فعلا إعطاء زوجي كل مشاعري وتفكيري. كيف أتوقف عن التفكير في الماضي؟ كلما كنت على وشك النسيان يراودني حلم عنه في نومي فيهدم كل جهد بنيته لإخراجه من رأسي. مع العلم أنا لم أتواصل معه منذ أن تزوجت.<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />

أهلا وسهلا بك يا صديقتي، رغم أني لم أتمكن من تفهّم مشاعر الذنب، كما لم أتفهم كيف يكون شعورك بالخيانة تجاه خطيبك السابق لا زوجك، إلا أن أسوأ ما يمكن أن تفعليه في نفسك هو "الغرق في مشاعر الذنب"، خاصة لو كان بلا مبرر حقيقي؛ فأنت تركت خطيبك أكيد ﻷسباب جعلتك تقررين الانفصال عنه.

ولكن هل تعرفين متى ستتوقف تلك المشاعر؟ ستتوقف حين تقررين نسيانه؛ فأنت حتى تلك اللحظة تمنعين تواصلك معه من الخارج، لكن داخلك لم يقرر بعد طيّ صفحة الماضي؛ وهذا هو ما يجعلك تستدعينه في الأحلام، وتعودين للتفكير فيه. مثل من يتحدث في التليفون مع شخص يهمه؛ فلا يتمكن من متابعة من حوله، ولا يتمكن من سماعهم مهما تحدثوا؛ فأنت تغرقين في محادثتك الداخلية. والحقيقة.. أن من يريد بصدق أن يغذي علاقة مع طرف لن يتمكن من ذلك ما دام هناك ثالث في المشهد في نفس المساحة؛ فهي مخصصة لاثنين فقط؛ أنت وزوجك، ولا مكان فيها للآخر.

أعلم أن ما أحدثك عنه صعب، وأعلم ألمه تماما، ولكنك تحتاجين لخوض قرار حقيقي بطيّ صفحة هذا الشخص ﻷسباب كثيرة، أهمها أنت على المستوى النفسي؛ فالغرق في مشاعر الذنب والخيانة لا يؤدي إلى خير؛ لأنه زاد ﻷمراض نفسية كثيرة أنت في غنى عنها تماما، وحتى تنظرين لنفسك نظرة مختلفة عن الغش والخيانة؛ وتفخرين بجهدك الشريف في إنهاء علاقة بداخلك لم يعد لها مجال، ولتحققي ما يستحقه زوجك من حب، وعطاء، ودفء، وونس تحرمين نفسك منه، خاصة وأنت تجدينه طيب المعشر، وحتما هو يشعر بمسافة بينكما لا يفهمها. وأكرر عليك أني أعلم مدى ألمك فيما أقول، ولكن آن الأوان أن تفعلي ذلك؛ ﻷجلك قبل أي شيء آخر.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
14 يوليو 2017