بيتي وحياتي انهارا بسبب الشكوك والتخمينات
عزيزي أحمد؛
وصلتني استشارتك.. ونمتن لك على ثقتك بنا راجين أن نكون عند حسن ظنك..
قبل كل شيء أود تثمين وضع ثقتك بي وبنا في صحتك لنكون عند حاجتك، وأعرف كم هو صعب عليك أن تضع ثقتك، ولا أدري ما الذي مررت به فأوجعك إلى هذا الحد. إن طلبت مني نصيحة واحدة يمكن بها تجاوز هذه الأزمة فهي اليقظة؛ وتعني الحضور والوعي لما هو موجود في اللحظة، دون تعلق بالماضي أو رفض للمستقبل؛ الحاضر هو ما لديك لتتعامل معه.
وحاليا أنت تعيش حالة من التفكير الكارثي؛ بمعنى معايشة أسوأ الاحتمالات على كونها حاضرًا واقعًا. والشيء الذي يعينك على هذه الحالة هو الوعي بوجودها ثم التخلي عنها. وتحت ضغط الوساوس والشكوك نحتاج إلى الاعتماد على أداة صادقة موثوق فيها، وهذه الأداة هي الحقيقة، الحقيقة السالمة من الظن. ونسمي هذه الأداة بفحص الحقائق، بمعنى أن تعتمد في سلوكك على اليقينيات. نصيحتي لك بمراجعة طبيب نفسي موثوق فيه لاستبعاد وجود اضطرابات مصاحبة، وقد يساعدك ببعض التدخلات الدوائية، ورجائي لك بالسكينة والسلام.