انفصال عن الذات وعدم القدرة على القيام بأي شيء، ما السبب؟
أشعر بانفصال عن الذات وعدم القدرة على القيام بأي شيء، من شهر 12 ورأسي كأنه متخدر، مع عدم الوعي، ولا أشعر بجسدي ولا أشعر بأي شيء، لا فرح ولا حزن، وأنسى أنا مين، وماذا أعمل في حياتي، وأشعر بأني فى حالة نوم دائم، لا أقوم بأي ردة فعل، وكأني في حالة سكون أو جسد يتنفس فقط بدون وجود نفسي معه، الأحداث تدور من حولي، وأنا غير موجودة فيها، حياتي متوقفة منذ شهر 12، ولا أعلم كيف حدث ذلك ولكن أتذكر أول مرة حدث لي هذا الشعور فى شهر 12، وكأن نفسي انفصلت عني.
عزيزتي؛
لا أدري لماذا ذكرتِ شهر 12 في سؤالك، هل هو مجرد بداية العرَض والمشكلة؟ أم أن حدثًا صادمًا حدث في ذلك الشهر؟
ارتباط الانفصال عن الذات شائع في عدد من المشكلات والاضطرابات النفسية، منها ما يكون استجابة طبيعية، ومنها ما يكون مرضًا يستلزم تدخلات أكبر، فمثلًا البعض يشتكي من هذه الشكوى بعد تعرضه لفقد شديد لأحد الأشخاص أو الأشياء المهمة في حياته، أو قد يكون عرَضًا من أعراض الاكتئاب أو غيره من الاضطرابات النفسية.
وهنا ينبغي زيارة أحد الأطباء النفسيين أولًا لأخذ التاريخ المَرَضي وتاريخ بداية الأعراض ومعرفة التاريخ الأسري كذلك، للوصول إلى السبب الرئيسي للمشكلة ثم وضع الخطة العلاجية بناء على ذلك.
ففي حالة الفقد ربما يُكتفى بعدد من الجلسات النفسية، أو اقتراح الانضمام إلى إحدى مجموعات الدعم، وإذا كان السبب غير ذلك فسيقترح خطة علاجية مناسبة قد تشمل بعض العلاجات الدوائية أو الجلسات النفسية لفهم المشكلة، أو الانضمام لمجموعة علاجية أو غيرها.
أشجعك على بدء الزيارة للطبيب ثم الجلسات النفسية لفهم أسباب المشكلة، لأن هذا الانفصال عن الذات يفقد الإنسان البوصلة التي يتحرك بها في الحياة ويفقده معنى الحياة عمومًا.