03 أكتوبر 2019

المعاناة من العادة السرية

ابتديت العادة من وانا بعمر 13 سنة، واستمريت عليها اكتر من سنتين بدون أي محفز خارجي، وبعد كدة فهمت ايه دة وبعد كدة أدمنت الإباحية علشان أقدر أكمل العادة، أصبحت بعمر 18 سنة وحرفيا بموت، تعبت جدا جسمي دايما واجعني وحالتي الاجتماعية سيئة، ودخلت في نوبات اكتئاب كتيير، مش هقدر احكي لحد من أهلي خالص، ولكن دلوقتي انا داخلة الجامعة، عايزة ألحق نفسي وحتى ممكن اروح لأي دكتور يساعدني في القاهرة، فأرجو الرد سريعا.
أهلا وسهلا بك يا هبة،
العادة السرية يا ابنتي ملف كبر وأخذ حجما ضخما، لسببين كبيرين، أولهما هو وجود سبب شرعي في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حول من يقوم بها، والسبب الثاني هو الرغبة الجنسية التي تتفجر في أوقات في أعمار معينة، وهذين السببين هما اللذان يجعلان من يقع فيها يشعر بمعاناة نفسية كبيرة تستجلب عليه أعراضا جسمانية لا يتصور أنها بسبب نفسي وليس بسبب الممارسة.

ولأني لا أتجرأ أن أتحدث عن تلك الأحاديث ولكن من متابعتي لهذا الموضوع وجدت اختلافا كبيرا في حكم ممارستها وعقوبتها، فالإنسان الذي تغلبه شهوته، وليس له مصرف شرعي في ممارسة الجنس تجوز له تلك الممارسة حين تجتاحه الشهوة فقط، لأنها الأقل خطورة على الدين والمجتمع من الوقوع في الزنا.

ومن خلال الممارسة العملية وجدنا أن ممارسة العادة السرية في غالبها تبدأ صدفة ودون فهم لحقيقتها، وبمرور الوقت تتحول لعادة يعتادها الشخص، وقد تصل لإدمان، وهنا يتم العلاج باستخدام البرامج العلاجية لعلاج الإدمان.

وجدنا أيضاً من خلال الممارسة العملية أن الكثيرين يمارسون العادة السرية للتخلص من "التوتر" أكثر من اجتياح الشهوة، وفي هذه الأحوال يؤدي علاج القلق والتوتر لانخفاض ممارسة العادة السرية، وأحياناً توقفها.


أما بالنسبة للأثر الجسماني للممارسة فلا توجد أي علاقة للعادة بالضعف العام، أو ضعف البصر، أو الإصفرار كما يفتي الناس بلا دليل، وإن أغلب آثارها منشؤها نفسي؛ فتظهر أعراض التعب الجسماني بسبب الإحساس بالذنب الذي يغلف تلك الممارسة، وكذلك من وصل لحد الإدمان حين يتزوج لا يتمكن من التخلص من ممارستها، ويصعب عليه إعادة هيكلة النظام الجنسي الخاص به بوجود شريك في العملية الجنسية، وهذه مشكلة قد تحل ببساطة أو تتعقد وتنغص على شريك الحياة الجديد؛ حسب كل حالة.

لذا أقول لك: إن مشاعر الذنب التي تغرقك هذه هي السبب الأول لما تعانين منه نفسيا وجسمانيا، وأنك تحتاجين لجلسة هدوء شديدة بينك وبين نفسك لتتمكني من الوصول للأوقات التي تمارسي فيها العادة لتضعي يدك على حقيقة سبب ممارستها، وهل يعود لاجتياح الشهوة، أم لإدمانها فقط، أم حين تتوترين؟ وهذا الفهم سيفرق كثيرا في تعاملك مع نفسك، وفي تجاوز تلك العادة، وعلى الأقل ستتمكنين من متابعة خطط الإقلاع عن العادة التي تملأ صفحات الموقع إن كانت إدمانا، أو اتخاذ قرار شجاع مسؤول في التواصل مع متخصصة نفسانية امرأة لتساعدك في التعرف على حقيقة ممارستك، وتقدم يد المساعدة لك بصدق إن كانت غير ذلك.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
03 أكتوبر 2019