02 نوفمبر 2023

القلق والاضطرابات النفسية لدى طلاب الجامعات

أنا طالبة في كلية الطب تخرجت منذ 4 أشهر، أعاني من قلق واضطراب النوم وعدم الراحة، كنت أمر في فترات لأيام بدون نوم، 36 مستيقظة من التوتر والقلق والخوف، بدون سابق إنذار أو سبب، وحدث هذا معي من المرحلة السادسة في الدراسة، وإلى الآن مستمرة معي، ما السبب؟

ابنتي العزيزة:

كنت أود أن أوضح لك بمثال يوضح ما قد يكون حدث معك، ولا أجد أوضح من مثال الكرة الأرضية، فالكرة الأرضية طوال الوقت تبدو صلبة قائمة وقادرة على ما يحدث فيها ومعها وعليها، حتى يحدث ضغط شديد ذو حرارة عالية يظل يزداد ويزداد في الداخل فيها بعمق لا ندركه على سطحها، حتى يصل لدرجة الانفجار، ولكن حين يصل الانفجار لذروته؛ لا يخرج من كل سطح الكرة الأرضية، ولكنها تخرج من أماكن معيّنة فقط، وحين تخرج من تلك الأماكن المعينة هنا فقط نعرف أن هذا الجزء هو الجزء الضعيف، والذي ساعد بضعفه البركان أن يخرج منه، فالإنسان مثل الكرة الأرضية، يتعرف على مناطقه الهشة، والتي يعرفها حين تخرج فجأة من مكان ما، وهذا أمر لا يخصك أنتِ وحدك، ولكن أنا وأنتِ وأهلنا وكل البشر، فاجعليها فرصة للتعرف على تلك المنطقة، وهدئي من روعك بقبول  وتفهم لضغط دراستك الشاقة بطبيعة حالها، وربما تكتشفي أن لديك درجة من القلق من قَبل دخولك الطب، فلاحظي مشاعر توترك وقلقك من قبل وقت مراهقتك وطفولتك، فلعل ضغط الدراسة كانت إضافة لما كان موجودًا من قبل بالفعل، فإن وجدتِ ذلك، فقلقك هو تلك المساحة التي تحتاج منك لتعهدها، وإن لم تكن؛ فهناك أمور أخرى عليكِ استكشافها لتعهدها، وأقترح كونك طبيبة وتحترمي العلم وتقدريه؛ أن تتواصلي مع طبيب نفساني ماهر يساعدك في استكشاف مدى هذه التغيرات التي تلاحظينها منذ أكثر من عام ونصف، فربما تكون ذروتها تلك كانت مرة وحيدة ولن تتكرر كما حدث مع آخرين، أو ربما تحتاجين لبعض الجهد لتعهدها والتحرر من تلك المعاناة، ودمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
02 نوفمبر 2023