29 يونيو 2020

القلق عرض مزعج هدفه حمايتك

السلام عليكم، أنا طالبة جامعية عمري 20 سنة، أعاني من اضطرابات القلق النفسية، وأفكر كثيراً بأي شيء يحدث خلال اليوم أو أي حدث في حياتي بطريقة سلبية، مشاعري تجاه أي شيء أصبحت حساسة، مع العلم أنني لم أكن كذلك منذ سنوات، عانيت من الاكتئاب مرة في حياتي لكن الآن أعاني من قلق وتوتر.
الطبيب:

أ.د.

الصديقة الكريمة نسرين؛
عندما نعاني من أعراض نفسية فإن السؤال الذي يشغلنا ما هو التشخيص؟ وكيف نتخلص من هذه الأعراض المزعجة لنا؟



ولكن دعيني أخبرك أن السؤال الذي يلزم طرحه هو لماذا؟ نعم لماذا ظهرت هذه الأعراض؟ هذه الأعراض ظهرت عندك لسبب ما، ظهرت لتحميك من خطر متوقع، خطر قد تكونين تعرضت له في الماضي، وغالباً في الوقت الذي بدأت تشعرين فيه بأنك أصبحت حساسة أكثر من اللازم، أو خطر تخافين حدوثه، مما يجعلك تشعرين بالقلق عندما يستشعر جسمك أي خطر، وعندما تنظرين إلى الأمر بهذه الطريقة ستجدين أن قلقك الذي يزعجك هدفه الأساسي هو حمايتك، فهو كجرس الإنذار الذي ينبهك لوجود خطر حقيقي أو خطر محتمل، قد يكون أداؤه مبالغا فيه، وهو بالتأكيد يزعجك، ولكن وجهه الآخر هو أنه يحميك.



والتعامل مع قلقك يبدأ من إدراك هذه الحقيقة، حقيقة أن قلقك هدفه حمايتك، ولكن مم يحميك؟ ما هي الأحداث التي مررت بها، وشعرت حينها بأنك مهددة؟ هذه الذكريات ما زالت مخزنة بداخلك حتى وإن كنت لا تدركينها، والتعامل معها يحتاج إلى جلسات علاج نفسي، حيث سيساعدك المعالج بعد بناء العلاقة العلاجية في الاستكشاف الآمن لهذه الأحداث السابقة، ومن ثم التخلص من رواسبها، فلا تبخلي على نفسك بتقديم العون والمساعدة لها.  
آخر تعديل بتاريخ
29 يونيو 2020