20 أكتوبر 2017

القبول غير المشروط حل لمشكلاتك

السلام عليكم لو سمحت يا دكتور اعراض الرهاب الاجتماعى واضطراب الشخصيه الانطوائيه تنطبق عليا بشكل كبير، وده مأثر على حياتى كلها في الشغل والعلاقات بشكل عام، وأنا بتكلم مع نفسى كتير و بحاول أتخيل أى موقف ممكن أعديه وده أمر مرهق وممكن اى حد يلاحظ ده علي امر محرج جدا وشخصيتى ضعيفه جدا ومش بقدر أكون رأى، اسفه على الاطاله انا كده محتاجه لايه ارجو الرد شكرا جزيلا
الطبيب:

أ.د.

الابنة الكريمة Soo؛
أهلاً ومرحباً بك ونشكرك على ثقتك في موقع صحتك؛
ما أنت فيه مؤلم ومرهق جداً.. نشعر بمعاناتك وقلوبنا معك، ولكن هل يمكنك ملاحظة ما وراء هذه المشاعر التي تعانين منها.. هل تشعرين أن وراءها خوفاً من رفض الآخرين لك سواء كان رفضهم لك لضعفك أو فشلك أو ضعف شخصيتك كما تقولين؟ وهذا يعني أن احتياجك الأساسي هو احتياج لقبول نفسك قبولاً غير مشروط.. بما في ذلك قبول ضعفك وفشلك.

هذا هو احتياجك الذي حرمت منه في الصغر؛ والآن أنت في أشد الحاجة له حتى تتجاوزي أزمتك، وتجربتنا في العلاج أثبتت أن ما فسد بعلاقة لا يتم إصلاحه بعلاقة؛ وهو ما نسميه العلاقة الشافية، وهذا معناه أنك بحاجة لعلاقات أو على الأقل علاقة واحدة شافية تحصلين فيها على هذا القبول غير المشروط، وتجربتنا أن الحصول على هذه العلاقة في الحياة الطبيعية صعب وإن كان غير مستحيل؛ ويمكن أن تحصلي عليها مع صديقة أو شريك الحياة، ولكن لصعوبة الحصول على هذه العلاقة فإننا نلجأ للعلاج النفسي؛ سواء الفردي أو الجماعي، وفي الفردي تكون العلاقة مع المعالج، وفي العلاج الجماعي تكون العلاقة مع المعالج وأفراد المجموعة، ومن أجلك أنت ولأنك تستحقين الحياة أطلب منك أن تبحثي حولك عن معالج موثوق وأن لا تتأخري في طلب المساعدة، مع تمنياتنا لك بالسكينة والطمأنينة.

نقطة أخيرة أود لفت انتباهك لها وهو رفضنا لإطلاق التشخيصات على أنفسنا وعلى الآخرين، ففضلاً عن أن التشخيصات لا ينبغي أن يقوم بها إلا المتخصص، ولكن بالإضافة لذلك فإن التشخيص فيه حكم على نفسك وعلى الآخرين، وفيه اختزال لنفسك وللآخرين، وأنت أكبر بكثير من مجرد لافتة تضعينها على صدرك.

اقرئي أيضاً:
التغيير بالقبول
الاحتياج للقبول.. هل يمكن العودة إلى الجنة؟
الحب.. السهل الممتنع
الحب غير المشروط والتنازل عن الحقوق.. اتجاهان لطريق واحد
احتياجات الطفل.. الطريق إلى السواء النفسي
الفشل في تكوين علاقات.. الحل علاقة شافية
آخر تعديل بتاريخ
20 أكتوبر 2017