17 يوليو 2019

الصراع بين أجزائنا الداخلية.. ألم ومعاناة

السلام عليكم. لا توجد علاقة بيني وبين أمي. هي تفتقر إلى أقل مشاعر اتجاهي. أكرهها وأكره احتياجي لها (نفسياً). أنا مستقلة مادياً ولله الحمد، أقوم بمساعدة جميع من بالمنزل بلا استثناء. أدعمهم مادياً. أحاول ألا تحتاج أمي شيئاً. أكره أني أحاول إرضاءها وهي لا تراني. كيف أتخلص من احتياجي إليها. أؤذي نفسي بسبب كرهي لها. أكره ضعفي. أخرج من البيت لساعات طويلة حتى لا أراها. كيف أتخلص من التناقض (أحتاجها - ولا أطيق التعامل معها).
الطبيب:

أ.د.

الصديقة الكريمة سحر؛
كلمات رسالتك تنطق بكم الألم والمعاناة الذي تعانين منه، وهذه المعاناة - تنبع ولو جزئياً - من الصراع الموجود بداخلك، وهو صراع بين أجزائك الداخلية..
- فجزء منك يعاني من الحرمان من الاحتياجات العاطفية التي نحتاج إليها كلنا، والتي من المفترض أن تتم تلبيتها في الصغر بواسطة الوالدين. هذا الجزء المحروم يئن من ألم الحرمان.
- وجزء آخر يكره هذا الجزء المحروم، ويكره احتياجه وضعفه، ويود لم تم التخلص من هذا الجزء.
- جزء منك يحب أمك ويعطف عليها لأنها أمك، وستظل أمك حتى لو شئت غير ذلك.
- وجزء آخر غاضب منها ولا يطيق صحبتها لأنها حرمتك من أبسط حقوقك الإنسانية.

وهذه فقط بعض من أجزاء شخصيتك، وهذه الأجزاء موجودة عندنا جميعاً، وكلما زاد الصراع فيما بين الأجزاء زادت معاناتنا، وجزء من أهداف العلاج النفسي هو استكشاف هذه الأجزاء المتصارعة، وصنع حالة من التوازن والتناغم فيما بين هذه الأجزاء.

فجوهر العلاج النفسي والذي يعتبر رحلة نضوج ونمو هو لملمة أجزاء النفس، ومن أجل ذلك أدعوك صديقتي إلى أن تبحثي عن معالج أو معالجة تثقين بهم، وأن تبدئي رحلة علاجك. وهي رحلة مجزية رغم طولها. مع دعواتنا لك بالسكينة والسلام.



اقرئي أيضاً:
أكره أمي وأختي.. اقتربي لحسابك
مشكلة مع الوالدة وحزن دائم

آخر تعديل بتاريخ
17 يوليو 2019