السعي للكمال يدمّر حياتي.. هل أنا مريضة نفسياً؟
عايزه اعرف انا مريضة نفسية ولا لأ! أنا عصبية جدا وبقيت ببص للناس بطريقة وحشة ان كل الناس عندهم غل وحقد وحسد وان كل الناس مش عايزاني ناجحة وبيغيروا مني انا مبحبش حد يغلطني عايزة اكون انا الكل فالكل مش بسيب ورايا اي غلطة بخلص شغلي أول بأول بس انا مش بحب شغلي بس عايزة اكون ناجحة فيه انا بحب اكون ناجحة في كل حاجة بس ده عكس تقديري في الكلية بسبب التوتر كنت بدخل بحل الامتحانات غلط وتقديري كان قليل ده عاملي مشكله في حياتي
عزيزتي؛
قد تكون الصفة التي تحملينها واحدة من أكثر الصفات التي نراها في الطب النفسي والتي يعاني أصحابها كثيرا في حياتهم على الرغم من انعدام ظهور هذه المعاناة على السطح، هذه الصفة وما أتكلم عنه هو السعي للكمال أو الـ (perfectionism)، حيث يركز أصحاب هذه الصفة على النتيجة فقط مع التجاهل التام وغض البصر عن الجهد المبذول وتقليل مقدار وتقييم السعي الذي يبذلونه، لذلك وعلى الرغم من أن هذا النمط من التفكير يعتبر سلاحا نافعا جدا من أجل التقدم والتطور، إلا أنه سلاح ذو حدين، فمقابل الطاقة التي يبذلها الشخص من أجل الكمالية، سيبذل نفس الجهد وهو يؤنب نفسه ويوبخها، مع قليل من الاحتفاء والتقدير لهذا الجهد.
لذلك، هو عذاب مستمر وطاقة مستنزفة بصورة متواصلة. لذلك، نحن بحاجة إلى الرجوع خطوة للوراء ونركز على ما هو حقيقي. النتيجة تكون محكومة بعدة جوانب وعدة تأثيرات. لكن ما نستطيع السيطرة عليه هو سعينا وجهدنا. لذلك، أنا أحثك على تقدير جهدك وسعيك واجتهادك وعدم ربطه بالنتيجة أبدا، لأنه وبكل بساطة هذا هو المطلوب منك، أن يكون اجتهادك أفضل ما تستطيعين وليس النتيجة.
أخيرا أجيب عن سؤالك.. هل أنا مريضة نفسية؟ لا يا عزيزتي، لكن نمط التفكير الذي تستعملينه بحاجة للتغيير لأنه بالتأكيد يساعد بترسيب اضطرابات نفسية منها الاكتئاب والقلق. حاولي أن تناقشي مع نفسك النقاط السابقة وإذا استمرت المعاناة لديك، فأنصحك باستشارة طبيب نفسي بأقرب وقت..
