29 أبريل 2018

الرهاب الاجتماعي.. التشخيص أولاً والعلاج نفسي ودوائي

منذ السنين الأولى من حياتي أعاني مما يسمى بالرهاب الاجتماعي، خاصة عندما أكون مع الناس، سواء أكان في العمل مع زملائي أو معارفي، أشعر بأن الناس يراقبونني دائماً في أي شيء. ولدي خوف وقلق ملازمان منذ أكثر من 40 سنة، وليس لدي خيار غير اللجوء إلى الأدوية وتجربتها لعلها تساعدني في تغيير هذا الشعور المؤلم وغير المبرر، وعليه، أرجو منكم المساعدة والاستشارة، وهل الأدوية لها آثار جانبية خطيرة؟ علماً أنني قرأت أنه توجد أدوية ممتازة وفعالة لعلاج مثل هذه الحالات، علماً أنني والحمد لله لا أعاني من أي أمراض أخرى وصحتي العامة ممتازة. مع خالص الشكر والتقدير.


أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم،
لا أعلم كيف شخصت ما تعاني منه على أنه رهاب اجتماعي أو رهاب الساحة، ولم أعرف ما الذي فعلته لمواجهته حتى تقرر أن تأخذ دواء.

فالتشخيص لا بد أن يكون من خلال متخصص وليس قراءة، أو تبادل أحاديث بخبرات شخصية، والعلاج الذي يعالج الرهاب فيه مدرستان كبيرتان:

1. إحداهما تعرف بالعلاج المعرفي السلوكي
وفيه يتم القيام بخطط سلوكية، وعلاج للأفكار، وعلاج نفسي يساعد الشخص على تجاوز معاناته بدون دواء، وبمرور الوقت وببذل جهد حقيقي جاد يتحسن الشخص كثيراً.

2. والمدرسة الثانية هي مدرسة الدواء
والأدوية التي ثبت أن لها أثراً حقيقياً ناجحاً مع الرهاب متوفرة، وحققت إنجازاً عند المرضى فعلاً، ومن فضل الله تعالى أن غالبية علاج القلق بأشكاله المختلفة، التي منها الرهاب، تعالج الاكتئاب في نفس الوقت، وهو ما أستشعر وجوده من خلال سطورك، أما ما يقلقك من الآثار الجانبية؛ فهو في الغالب عائد لمجرد السماع بشكل عام عن أثر الأدوية النفسية التي تحظى للأسف بسمعة سيئة تظلمها؛ فالأدوية النفسية تطورت كثيراً، وتساعد كثيراً، حتى لو كانت لها بعض الآثار، فهي آثار تظل لفترة بسيطة حتى يصل الدواء بالجرعة التي وصفها الطبيب لتركيزه المؤثر في الدم؛ فتختفي، أو تقل جداً بعد فترة قصيرة نسبياً، وحتى على افتراض أن الأدوية كانت لها آثار تزعجك؛ فلتعد إلى طبيبك لتخبره، ويمكنه تغيير الدواء أو تغيير الجرعة بالشكل الذي يقلل هذه الأعراض.

لذا فإن كنت لم تقم بعد بتجربة العلاج المعرفي السلوكي على يد متخصص ماهر، فلتجربها أولاً، وأحياناً ندمج المدرستين مبدئياً حتى يتمكن الشخص من القيام بالتدريبات بقدرة أعلى وبشكل متدرج وبمتابعة الطبيب يتم التوقف عن الدواء أن كانت الحالة تحتاج لذلك. دمت بخير.


اقرأ أيضاً:
الرهاب الاجتماعي (ملف)

آخر تعديل بتاريخ
29 أبريل 2018