12 أكتوبر 2018

الحكم والمقارنة... سلاحان لجلد الذات

مرحبا دكتور، أنا أصابني اكتئاب ثلاث مرات في حياتي، والآن أشعر بأنني إنسان ضعيف وكسول، ولا أفهم، علما أني ما زلت آخذ الدواء وهو زيرابين وكلونازبان... أرجو المساعدة وشكرا.
الطبيب:

أ.د.

الأخ الكريم مخلوف؛
أولاً ألف سلامة عليك.. تمنياتنا لك بدوام الصحة والعافية.
ثانياً محتاجة أهمس في أذنك بأمر في غاية الأهمية، وهو أن إدماننا الحكم على أنفسنا بأحكام من قبيل أن خائف.. أنا فاشل.. أنا جبان.. أنا كسول.. كل هذه الأحكام ضارة جدا بصحتنا وسوائنا النفسي، ولما بنحكم على أنفسنا للأسف بنصدق نفسنا، ونستمر في جلدها مما يعطلنا عن الحركة.


طيب السؤال هايبقى: لماذا نحكم؟ الحقيقة يا صديقي نحن نحكم على أنفسنا لأننا لا نتقبل أن فينا ضعف.. احنا اتعودنا نقارن أنفسنا بالآخرين.. واتعودنا نقيس أنفسنا على مسطرة المثالية.

طيب تفتكر البداية منين.. الحقيقة البداية من أننا ندرك أننا مش مثاليين.. كلنا عندنا جوانب ضعف.. فينا الخوف والشجاعة.. فينا الضعف والقوة.. فينا كل حاجة وعكسها.. وده سر من أسرار جمالنا.



وعلشان نتغلب على ده محتاجين حاجتين.. أولاً قبول ضعفنا وعيوبنا، ونكف تماما عن الجري وراء المثالية، والحاجة الثانية أن نكف تماما عن مقارنة أنفسنا بالآخرين.. نقبل أنفسنا كما هي.

الكلام يبدو سهلا، لكن التطبيق قد يكون صعبا بمفردك، والموضوع قد يحتاج إلى مساعدة متخصصة، وهذا ما أدعوك أن تقوم به وتسعى فيه فالعلاج الدوائي بمفرده لا يكفي في معظم المشكلات النفسية.
آخر تعديل بتاريخ
12 أكتوبر 2018