15 أكتوبر 2022

الحديث إلى النفس يسبب العداوات والمشاكل

أختي عمرها تجاوز الستين عاما، وهي ما زالت عزباء وتتحدث مع نفسها وتكشف كل أسرارها والأمر أصبح يخلق عداوات ومشاكل.. فما الحل؟

أهلا وسهلا بك أخي الكريم؛
التحدث إلى النفس بشكل عام أمر طبيعي حيث يستخدمه جهازنا النفسي كوسيلة يدافع بها عن نفسه أمام الضغوط التي تثقل كاهله في أرض الواقع، فيعبر عما قد يجول بخاطره من مشاعر غضب أو حزن أو خوف أو غيره. لكن المشكلة تكمن حين يكون الأمر متكرراً، أو حين يكون أمراً قهرياً ولا يمكننا التحكم به، أو حين ننعزل به عن عالمنا؛ فهنا نعتبره قد خرج من مساحته المقبولة في السياق الطبيعي، أو عندما يخلق مشاكل مثل التي تصفها. 

وكنا نتمنى أن تصف حالتك أختك بصورة مفصلة أكثر.. مشاكل تعانيها، حالتها النفسية، هل تعاني من ضغوطات أو عزلة أو أمراض.. طبيعة ما تواجهه في حياتها اليومية كي نعرف الدافع وراء ذلك..  وكنت أتمنى أن تحدثنا أكثر عن تلك الأحاديث، وماهيتها، وهل فيها أشخاص أم لا؟ هل لاحظت مثلا متى تتحدث مع نفسها؟ هل وقت أزمة، أو حزن، أو حدث معين، أو غيره؟ وهل تجد نفسها تتحدث مع نفسها قهراً، أم بقرار منها؟

كل تلك التساؤلات وغيرها مهمة؛ لأنها ستكشف الستار عن حقيقة حديثها مع نفسها؛ فقد تكون أحلام يقظة تحل فيها مشكلاتها التي لا تتمكن من حلها في أرض الواقع، وقد تكون نابعة من وساوس - دون أن تدري - حتى لو أخذت شكل حديث مع النفس، وقد تكون بداية تطور في اضطراب ما، وقد تكون ببساطة وضعا بديلا أفضل نفسيا لها من الواقع الذي لا تجد فيه مكاناً بينكم للحديث معهما عما يجول بنفسها من أفكار، أو مشاعر، أو رغبة في المشاركة و"الائتناس". أخيرا أقول لك، أتمنى أن تكمل تلك الخطوة التي بدأت بإرسال رسالتك لنا بأن تتواصل مع متخصص نفساني ماهر، ليتمكن من معرفة حقيقة ما تعاني منه أختك، لأن لكل تشخيص طرقا لحلوله.

آخر تعديل بتاريخ
15 أكتوبر 2022