التوتر والقلق عند رؤية شخص معين؟
يوجد بينى وبين شخص مشكلة وعندما أراه أشعر بالتوتر وبزيادة ضربات قلبي، وأشعر بوجع في بطني، ودرجة حرارة ارتفعت من التوتر ورعشة بسيطة، ما السبب؟
الابن العزيز:
أعجبت كثيراً بمتابعك لمشاعرك التي تحدث بداخلك حين يكون لديك مشكلة مع شخص، وأنك تتمكن من ملاحظة هذا النمط المتكرر عندك، وهذان الأمران حين يتوفرا في شخص نستبشر له خيراً؛ بالتمكن من التغيير لديه بشكل أفضل وأسرع، وما تشعر به من أعراض يشير لوجود بعض القلق، والقلق في غالبه يحدث بسبب تصورات تكمن في رأس صاحبها، مثل مثلاً.. هل سأتمكن من مواجهة وجوده بعد الخلاف؟ كيف يراني بعد هذه المشكلة؟ هل أخطأت في موقفي تجاهه؟ كيف سيتعامل معي أمام نفسي هل بشكل أرضاه لنفسي أو أمام الآخرين؟ هل ستكبر المشكلة بيننا؟ هل سنخسر بعضنا للأبد؟ هل سأتمكن من الحفاظ على وجهة نظري إذا تناقشنا؟ هل خلافنا سيؤثر على باقي علاقاتي مع الآخرين؟ هل سيظلون معي ويحبونني؟ أم سأكون وحيدا؟ وغيرها من الأمثلة التي قد تقترب أو تبتعد عما يجيش في صدرك يا ولدي.
لذا أهم ما في الأمر مبدئياً نقطتان: أولهما هذا الحديث الخفي بينك وبين الجانب الذي يقلق بداخلك والذي يحتاج لمزيد من الواقعية واللطف بينك وبينه، فهو يحاول أن ينبهك لما قد يحدث معك؛ فيستبق ويضع تصورات وسيناريوهات محتملة لمعرفتها ووضع خطة لها، فهو يخاف عليك ولكنه يبالغ، فاستمع له وقدِّر خوفه عليك، وفي نفس الوقت وضح له عن طريق حديثك الداخلي معه بقصة المبالغة، والتي اختبرت حقيقتها في مواقف سابقة وفي الغالب لم تحدث فيها هذه السيناريوهات بهذه الصورة التي وضعها، وتدرب على هذا بجانبيه التعاطف مع هذا القلق وتفهم نيته الجيدة تجاهك، وتذكيره بلطف بأن يقلل مبالغته، والنقطة الثانية: هو أنك في هذا الوقت لا تكون "كلك، أو جميعك" هذا القلق، ولكن أنت فقط لديك جانب منك يقلق وتتعامل معه بتفهم، وأنك موجود وأكبر بكثير من الجانب القلقان لديك، وساعد نفسك ببعض تمارين الاسترخاء والتنفس الصحي، واضغط بقدميك على الأرض في تلك اللحظات لتشعر بهما جيداً لتكون مستقراً وحاضراً في هذه اللحظة التي أنت فيها، وليس غارقاً في السيناريوهات التي تشتتك معها، هذه نقاط مبدئية، ولكن ممارستها بصدق وباستمرار يومياً؛ تُحْدِث تغييراً ملحوظاً، هيا ابدأ، دمت بخير.
