06 مارس 2016

التعامل مع اضطراب الهوية الجنسية

كيف يمكن التعامل مع اضطراب الهوية الجنسية؟ مع العلم أن ذلك يسبب اكتئاباً، وأحيانا يدفع إلى التفكير في الانتحار.

عزيزي moi؛
أشكرك على طلب المساعدة، ووصلتني آلامك وأرجو من الله أن أكون على قدر ما تنتظره من المساعدة.


يبدأ تشكّل الهوية الجنسية قبيل العام الثالث من العمر، ويقع على هذه المرحلة العامل الأهم في بنائها، إلا أن هوية الفرد بشكل عام تتبلور بشكل كامل في مرحلة المراهقة، معتمدة على خبرات الطفولة من تدعيم احتياجات الثقة والانتماء والثقة والكفائية والقيمة.

وبعيداً عن الخوض في تفسيرات نشأة اضطراب الهوية الجنسية، فإنه يمكن تبسيط مفهوم اضطراب الهوية الجنسية بأنه شعور عميق لدى الفرد باغترابه عن جنسه، وانتمائه للجنس الآخر، وما يتبع ذلك من سلوكيات، والذي قد يظهر في فترة المراهقة في صورة انجذابات لنفس الجنس.

ونصيحتي لك بمتابعة التردد على طبيب نفسي مختص بالعلاج المعرفي السلوكي.

ويكمن العلاج النفس/دوائي في:
- التحليل المخبري للصفة الچينية ونسبة هورمونات الذكورة والأنوثة واستبعاد العيوب الخِلقية؛ لاستبعاد المسببات البيولوچية.

- التعامل مع التوتر والاكتئاب والأفكار الانتحارية وتلك المتعلّقة بالصورة الذاتية، واسترداد الانتماء للجنس الطبيعي المحدد جينياً وهورمونياً من خلال برنامج علاج معرفي سلوكي CBT جاد.

- العمل على قبول النفس، فحتى الراغبين في التغيير لا يمكن أن ينطلقوا من نقطة غيرها، والذين تخطوا هذه المسألة كانت النتائج معهم غير مبشرة، فالجذر النامي والواضح هنا هو مشاعر الخزي والرفض والتي لا بد من توجيه الاهتمام لحلها.

- جرد تاريخ الطفولة، والاستبصار بالاحتياجات النفسية غير المشبعة والإساءات غير المشفية والعمل عليها.

- اكتساب مهارات التعامل مع الآخر والمثل بشكل صحّي.

أما بالنسبة للتدخل الجراحي/ الهورموني:
مالم يكن هناك مسببات بيولوچية قاطعة فإن التدخل الجراحي/الهورموني ليس هو الحل الأمثل، بل يرى كثير من خبراء الطب النفسي ومنهم الدكتور "بول ماكهوغ" [رئيس قسم الطب النفسي بمستشفى جون هوبكنز] أن تحويل الجنس أمر غير ممكن، وأن التحويل هو عملية تشويه طويلة الأمد.
بل يرى أن مضطربي الهوية الجنسية هم مماثلون للمصابين بفقدان الشهية العصبي Anorexia Nervousa حيث يعتقد الفرد أنه بدين في حين أنه بالغ النحافة، وأن العلاج الحقيقي هو الدعم النفسي من مختصين لاستعادة انتمائهم لجنسهم الطبيعي، وأن الدراسات تشير إلى أن عمليات التحويل ترضي العملاء إلا أنها لا تحدث تغييراً يُذكر في المعاناة النفسية والاجتماعية، بل يرى أن التدخل الهورموني للأطفال مضطربي الهوية لتيسير عمليات التحول بعد ذلك هي نوع من "الإساءة للأطفال Child abuse" إذ إن الدراسات تشير إلى أن 80% منهم قد تجاوزوا هذا الاضطراب تلقائياً.

وأرجو لك السلامة والعافية.

آخر تعديل بتاريخ
06 مارس 2016