27 يوليو 2017

الانطوائية.. طبيعة شخصية أو مرض يحتاج علاجاً

ابنتي الكبرى عمرها 18 عاماً، انطوائية، قليلة الكلام، تعاني من صعوبة في التعامل مع الناس، تعيش في قوقعة من صنعها، مع بداية حياتها الجامعية تشعر بعدم القدرة على التعامل مع زملائها، تعتزلنا كثيراً في البيت ولا تشاركنا الحديث، نفسياً أشعر أنها تتألم
عزيزتي فاطمة، تحياتي لك وأشكرك على ثقتك وسؤالك.

الانطوائية تحمل طيفاً واسعاً من المسببات، فقد تكون مجرد سمة شخصية خاصة بها مثل الميل إلى الاقتصار على علاقات اجتماعية معدودة، ولكنها مُرضية وكافية لها مع بعض الأصدقاء وأفراد العائلة، وتفضيل قضاء معظم الوقت في أنشطة فردية في مكان هادئ. وهذا لا يسبب مشكلة إذا لم تشتكِ صاحبة المسألة.

ولكن هناك حالات تصبح فيها الانطوائية معطلة، وتحتاج إلى العلاج النفسي مع طبيب نفسي مختص، نسرد بعضاً منها:

١) إذا زادت حدة الانطوائية، وأصبحت منعزلة تماماً، ما يؤثر على مهامها العملية والاجتماعية. فقد يعني هذا اضطراباً في الشخصية وتحتاج إلى العلاج النفسي.
2) عندما تكون الانطوائية رد فعل احترازياً لتفادي صعوبات تكوين العلاقات، ونتيجة مخاوف اجتماعية. فتلجأ إلى العزلة أو اجتناب المواقف الاجتماعية. في هذه الحالة تكون مدركة لمعاناتها حتى لو لم تعبر عنها، وتحتاج للعلاج النفسي.
3) عندما تصاحبها أعراض نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو القلق الزائد، أو سلوكيات غير مفهومة أو اضطراب في النوم والشهية أو إهمال لهندامها وصحتها الشخصية.

فإذا كانت تتألم كما تشعرين بها فقد تقترحين عليها أنت أو أحد أفراد الأسرة المقربين لها التوجه لطبيب نفسي ليساعدها على التعامل مع مشاعرها ومع الآخرين دون الاضطرار إلى مثل هذه العزلة. خلال هذه الفترة تستطيعين أن تقدمي لها قبولاً ودعماً وتفهماً وإتاحة الفرصة لها للرجوع إليكم والتحدث معكم، عندما تكون مستعدة، عما يعتمل بداخلها.
تمنياتي لك ولها براحة البال.

اقرئي أيضاً:
ابنتي تواجه صعوبة في إقامة الصداقات
اضطراب القلق الاجتماعي .. العلاج نفسي ودوائي

آخر تعديل بتاريخ
27 يوليو 2017