الاكتئاب وآثاره على السلوك الاجتماعي
كنت بأعاني من اكتئاب بسبب ظروف حصلت بحياتي، بعدها لعبت لعبة غيرت حياتي وعزلتني عن الواقع تماماً، وتعرفت على شباب كتير من بلاد مختلفة، ومارست معاهم علاقة صوت وكتابة، بعدها حذفت اللعبة وقررت أتغير، وبالفعل تغيرت، بس من فترة ظهر لي مشكلة بشخصيتي إني بأحب أغوي الأشخاص إللي أعجب فيهم، على أمل يتعلقوا فيّا، وأعشمهم إني أعمل معاهم علاقة، وأحاول أبين لهم إني خبرة بالأمور الجنسية، وهذا كله عرفته من النت وليس بالواقع، والآن عندي أفكار غريبة أعرف شاب وأفقد غريزتي وأنا المفروض إني متدينة ومش عايزة ده يحصل.
ابنتي العزيزة:
أبدأ حديثي معك بأن أذكرك أن لديك جانب حقيقي وصادق منك لا يريد أن يحدث ذلك، وهو ما ستعتمدي على دعمه لكِ من داخلك؛ لتتمكني من مواجهة ما تعانيه، وهناك كذلك جانب آخر منك يتمكن من ملاحظة ما يحدث بداخلك ويتطور أو يتغير، وهذا أيضاً جانب يكون بالنسبة لنا مُبشر جدًا لنا كمتخصصين؛ لأنه علامة لإمكانية التغيير حتى وإن أخذ وقتاً.
وأعود لتلك التصورات التي تخصك طوال الوقت، فانظري معي هكذا: كانت البداية؛ هروباً من الواقع الذي تعيشين فيه بلعبة، وظللت فيها وانعزلتِ تماماً عن الواقع الذي تحيين فيه مع أسرتك وتنغمسين فيه، وتتعاملين مع شباب ليسوا موجودون في واقعك فعلاً وحياتك الحقيقية، وتتحدثين عن خبرات جنسية في إغوائهم لم تمارسينها في الواقع، وتتصوري علاقة تفقدك عذريتك مع أحدهم ممن يعجبونك، ولكنك ترفضي ذلك في نفس الوقت أن يكون واقعاً لكِ، وهذا كله يشير إلى أن لديك جانبًل قويًا يرفض واقعك يا ابنتي، ويهرب لعوالم أخرى بديلة لا تعاني فيها ما تعانيه في واقعك، قد تكونين على تلامس مع معاناتك، أو بعضها، وقد لا تكون، لكن الحقيقة أن هناك ما ترفضينه في واقعك بقوة، فإن تمكنت بشجاعة على الأقل، تبدئين بقبول وجود هذا الواقع بأنه فقط موجود، وذلك دون استسلام له أو رفض أو مشاجرة معه، ولكن فقط هو حقيقة موجودة الآن؛ حينها ستتمكنين من رؤية المزيد من الأمور الجيدة والتي يمكنك فعلها في الواقع، ولكنها محبوسة في سجن رفض الواقع، فلا تتمكن من الظهور، وإن كان هذا يصعب عليكِ وحدك -وسيكون متفهماً جداً- فأمثل حل هو التواصل مع متخصص نفسي “امرأة” تكون ماهرة، ويمكنك حتى تتخذين هذه الخطوة الهامة جداً أن تتابعينا بأخبارك التي تتعلق بما تفكرين فيه مثلاً، أو ما تجدينه أثناء محاولاتك أو تحديات تنفيذه وهكذا، ودمت بخير.