13 أكتوبر 2018

احتياجاتي العاطفية والنفسية والجسدية... كيف أسددها؟

ازاي أكفي احتياجي العاطفي والنفسي والجسدي وكل الحاجات دي وأنا لوحدي، وبالذات غريزة الأمومة، واحتياج رجل في حياتي، أوقات بقدر أتعايش مع وضع أني غير متزوجة.. بس أوقات تانية بيبقي صعب جداً.. أنا بحضن نفسي وبتكلم معاها وبهديها بس بدأت أتعب، بدأت أخاف علاقتي بربنا تتأثر.. مش عايزه أدخل مرحلة ليه إن اكتئابي الطبيعي يزيد، نفسي كمان أتخلص من وحدتي وانطوائيتي.
عزيزتي إيمان،
أمتن لك على ثقتك ومراسلتك لنا، ويمكنني فهم تجربتك وشعورك، وربما أحتاج إلى البدء من نهاية استشارتك ثم العودة إلى مقدمتها، أعني الوحدة والانطوائية.


يخلط الكثيرون بين الانطوائية والانعزالية واللتين تنتهيان إلى الوحدة، فالانعزالية هي الميل إلى الانفراد والعزوف عن صحبة الغير، وهي تختلف عن الانطوائية التي هي طبيعة نفسية تتعلق بالحالة التي ينشط فيها الفرد بدرجة أكبر ويتزود نفسياً؛ فالانطوائي قد يكون اجتماعياً يحب الصحبة والخروج، إلا إن الوجود في مجموعات يستنفزه فيخطط لفترات خلوة بين فترة وأخرى.



نأتي لبداية استشارتك وتعاملك مع احتياجاتك، عند تعاملنا مع الاحتياجات لا بد - أولاً - من الاعتراف بها وتصديقها وقبولها كجزء أساسي منا لا يتجزأ، وتصديق حقنا في إشباعها وتكاملها.

ومن خلال احترامنا وفهمنا الطاقة النفسية يمكننا توزيعها وتبديل أشكال خروجها واستقبالها، من خلال تعلم مهارات بناء العلاقات الصحية، والتواصل مع صحبة آمنة وداعمة.

كذلك، فتح فرص صحية وآمنة للقاء الآخرين والاختلاط بهم، وفي معنى الأمومة واحتياجها نحتاج أن نقبل ذلك كاحتياج، وأن نسدده لأنفسنا أولاً؛ أن نكون أمهات وآباء جيدين لأنفسنا، أن نغذي احتياجنا للتبني، أن نكون متبنين من أنفسنا، ومسؤولين عنا.


وفي ناحية المعنى والغاية فنحن نحتاج أن نمضي مع تجربتنا ونصحبها حتى تكشف لنا عن معناها دون محاولة فرض معنى لها، وإن سؤال "لماذا أنا؟" لا يفصح عن جواب، وربما يكون سؤال: "ما الدرس والحكمة اللذان سأخرج بهما من خبرتي وتجربتي؟" هو البديل الأقرب للهدف.

ولا تترددي في زيارة معالج/ معالجة نفسية لاستكمال رحلة النضج معك، ورجائي لك بالعافية والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
13 أكتوبر 2018