11 يناير 2021

ابن الثانية عشرة شديد النظام بدرجة مزعجة

ابني عمره اثنتا عشرة سنة، ألاحظ أنه شديد الحرص على تنظيم البيت وترتيبه، إذا لم أرتبه يبدأ بالشجار معي، ويحرص على أن يكون مكتبه منظما، دفتر فوق دفتر من دون أن يكون هناك فراغ، وفي صراع مع إخوته إذا لم ينظموا غرفتهم. أفيدوني مشكورين.

أهلا بك؛
من كلامك، فإن هذا الولد تظهر عليه أعراض الوسواس القهري الخاص بالنظام. والوسواس أحد اضطرابات القلق، بمعنى أنه يجعل الشخص متوتراً طالما أن هناك سببا - خاصا به فقط - لديه يقلقه، ولا يرتاح إلا إذا تجاوب مع الأفكار واستجاب لها، لكنه يجد توتراً بالغاً إذا حاول مقاومتها.

الوسواس القهري له درجات، وبناء عليه تتحدد خطة العلاج. في الدرجة البسيطة يكون العلاج سلوكياً، والمتوسط سلوكياً ودوائياً، والشديد دوائياً في المقام الأول ثم سلوكياً. والظاهر أن درجة الولد شديدة، لكن التقييم النهائي يكون من خلال زيارة طبيب نفسي وتقييمه له، وبناء عليه سيحتاج إلى دواء ثم علاج سلوكي. والعلاج السلوكي في الأساس يكون في التشتيت عن الأفكار الوسواسية وليس مناقشتها والاستجابة لها، حيث إن الاستجابة للأفكار الوسواسية يزيد من شدتها نفسها.

العلاج الدوائي ليس بالشيء المخيف، كما يشعر به بعض الناس، خاصة الآباء لأبنائهم. والوسواس القهري من الأمراض التي نراها في الأطفال، فليس غريباً أن يعاني منه بعضهم وأن يأخذوا له علاجا. والأدوية النفسية بشكل عام آمنة ولا تسبب التعود ولا الإدمان، حسب ما يعتقده البعض، لكن ربما لأن مدة العلاج ليست قصيرة فيتصورون أنه إدمان، وفي النهاية فإن هدف العلاج أن ينفع الشخص الذي يعاني.

أنصحك بزيارة طبيب نفسي لتقييم شدة المشكلة والبدء في الحل، مع البدء في تشتيت الولد عن الأفكار التي يعاني منها قدر المستطاع.. شفاه الله.


اقرئي أيضاً:
اضطراب الوسواس القهري.. اضطراب شائع وأعراض مختلفة
آخر تعديل بتاريخ
11 يناير 2021