15 أبريل 2017

أنا لا أحب أبي.. ما الحل؟

أنا لا أحب أبي بالرغم من حبه الشديد لي، ولكني أشمئز منه ومن دعاباته معي، ومن أسلوبه في التعامل. لا أستطيع أن أتقبله كأب ولا بحبه هذا لي، و كل محاولاتي في قتل هذا الشعور أو التقرب منه فشلت، ما الحل؟
الطبيب:

د.

أختي العزيزة ناردين..
أشكرك لسؤالك..
في الحقيقة سؤالك مؤلم للغاية.. وأقدر جيداً كل ما تشعرين به وتصفينه ناحية والدك..
أنت لا تحبين أباك.. وتشمئزين منه ومن دعاباته ومن أسلوبه في التعامل معك.. بل ولا تتقبلينه كأب.. رغم أنك في نفس الوقت -على حد قولك - ترين أنه يحبك حباً شديداً..

ناردين..
هل حاولت أن تقولي لأبيك ذلك؟ هل حاولت أن توصلي إليه بأي طريقة أنك تستائين من بعض أفعاله؟ هل جربت أن تتحدثي معه صراحة ووجهاً لوجه كي تعبري له عما بداخلك؟ أم أن كل ما تفعلينه هو الضيق والتذمر والرفض؟

أنا لا ألومك يا صديقتي.. لكنني أذكرك بأبسط الأشياء وأكثرها بداهة.. والتي قد نتناساها أو نتجاهلها أو نستسهل ذلك..

كثير من الآباء والأمهات يعبرون عن مشاعرهم ناحية أبنائهم بشكل خاطئ في بعض الأحيان، وبطريقة غير مناسبة في أحيان أخرى.. لكن ذلك ليس مبرراً على الإطلاق أن ننغلق على غضبنا، وننسجن فيه، ونقطع أواصر التواصل بيننا وبين أقرب الناس إلينا.. ونستمر في هذا.. وكأننا نريده.. ولا نريد تغييره.. كي نبقى ضحايا.. وهم جناة..

عزيزتي..
بعد عدة سنوات.. قد تكونين تلك الزوجة التي تلوم زوجها ليل نهار لأنه لا يشعر بها، في حين أنها لا تعبر له عن أوجاعها وآلامها.. وتنتظر منه تغيراً فورياً جذرياً هكذا.. فجأة.. وبدون مقدمات.. أو حتى دواع وأسباب واضحة.. وأربأ بك أن تكوني كذلك..

ناردين..
توجهي إلى والدك بمنتهى الهدوء.. واستحضري تصديقك في أنه يحبك.. وعبري له عما بداخلك.. صارحيه.. عاتبيه.. لوميه... اطلبي منه تغيراً في طريقة تعبيره عن حبه لك.. واطلبي ذلك بحكمة وروية، لا بتوتر وشجار.. داعبيه.. احتضنيه.. قبليه.. وكرري ذلك مرة واثنتين وثلاثاً.. وأعدك أنك إن فعلت ذلك.. ستجدين بين يديك إنساناً آخر.. هو أقرب للطفل منه إلى الأب..

دعواتي لك..

اقرئي أيضاً:
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
القبول للتغلب على ضغوطات الحياة
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟

استشارات ذات صلة:
كيف تعامل الوالدين إذا كانا مخطئين بحقك
ضياع وخزي وتوهم المرض.. أنا ضحية
أنا ضحية.. أحب زوجي وتعيسة في زواجي

آخر تعديل بتاريخ
15 أبريل 2017