19 يناير 2020

أعراض نفسية مختلفة واستبصار جيد والعلاج ضروري

أعاني من النسيان المتكرر للتفاصيل، مع الملل الشديد، وأشعر دائماً بالغرابة وسط الناس، لا أشعر بأنني متكيف ومتأقلم معهم، أشك في نظراتهم، وما سيقولونه عني، لذلك ألتزم الصمت أو أفكر أكثر من مرة فيما سيقولونه أو يأخذونه عني، أشعر بالوحشة وفراغ القلب.
أهلا وسهلا بك أخي العزيز،
كنت أتمنى أن تحدثنا أكثر من ذلك عن نشأتك، وعلاقتك بأهلك، وهل لك أصدقاء أم لا؟ وهل تعمل أم لا؟ ولكن حين أجد أن الشخص بنفسه يلاحظ أن هناك أمراً غير مريح يشعر به، أو يشعر أنه يحتاج إلى تفسير لما يلم به، أستبشر خيرا، لأن الشخص الذي يصل إلى درجة كبيرة من المرض النفسي لا يلاحظ أي شيء عن نفسه، فهو يصدق تماماً ما هو فيه من أفكار، أو تصورات.. إلخ.



والآن أنت تلاحظ أنك تعاني من مشاعر ملل كبيرة، وأنك تشعر بفراغ في القلب كما ذكرت، وأن من حولك ينظرون إليك نظرات تجعلك تشك في تصورهم عنك، وتشعر بالغرابة وسط من حولك من الناس، والوحشة، وعدم التكيف مع من حولك؛ كل تلك الأعراض يشعرها من يعاني من اضطراب نفسي، وربما عقلي يحتاج إلى تدخل متخصص يا أخي الكريم.

فما يحدث بداخلك من معاناة تجعل صاحبها وكأنه في جحيم لا يتمكن من الخروج منه، وكأنه وحيد في معاناته القاسية تلك من دون أن يجد من يفهمه، أو يحتوي مشاعره وأفكاره وقلقه، وهذا الاضطراب له أبعاد نفسية، وأبعاد كما أوضحت تكون موروثة عن الأسرة الصغيرة أو الممتدة.



أنت الآن في السادسة والعشرين من عمرك، فلا يزال علاجك من تلك الأعراض المنهكة لك ممكنا، مع فرصة عالية جداً في الشفاء.. أتمنى ألا تهدرها تحت وطأة مقاومة تصديق أنك تحتاج إلى علاج نفسي، وأتمنى أن تتواصل مع متخصص نفسي يقدم العلاج بشكله المتكامل الذي لا يقتصر فقط على العلاج الدوائي، والذي سيساعدك كثيراً جداً في التخلص من القلق، والشكوك تحديداً، ولكن احرص على أن يتضمن العلاج جلسات نفسية تمكنك من تجاوز أزمات حدثت لك في الماضي ولا يزال أثرها حاضرا بداخلك، وتمكنك من تعديل الأفكار التي تنهك رأسك في دوامة لا تتمكن من الخروج منها وحدك.



صديقي، لقد اخترت أن أكون واضحة معك تماماً حتى تأخذ قراراً مسؤولاً عن علاجك من دون هروب، تضيع سنوات إضافية من عمرك، وحينها ستصل إلى العلاج أيضاً متأخرا وبفرص شفاء أقل، فعلاجك هو واجبك الفوري الآن؛ لأنه سيجعلك تعود لحالة طبيعية بداخلك وبين الناس أنت تستحقها، دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
19 يناير 2020