17 نوفمبر 2016

أعاني نفسياً.. لا تتخفي في دور المعالج

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لدي عدد من الأعراض النفسية، وحاولت في الوقت الأخير أن أتثقف نفسياً حتى أعرف أكثر عن نفسي، وبدأت في مساعدة الآخرين لكني فشلت في علاج نفسي، وأخيراً قرأت كتابكم الرائع الخروج عن النص، وحدث شيء غريب، فقد بدأت تظهر أفكار وأعراض وذكريات كنت قد دفنتها وتوقعت نسيانها، ولكني وجدتها تطفو على السطح من جديد مسببة لي اكتئاباً وهياجاً.
الطبيب:

د.

أشكرك لسؤالك الذي يحمل كثيراً من النقاط المهمة؛

أولاً..
شيء جيد جداً أن يوجد لديك قدر كاف من البصيرة لمعرفة أنك تعانين من بعض الأعراض النفسية.

ثانياً.. يعتبر التثقيف النفسي بالفعل من الأدوات الجيدة للتعرف إلى النفس وفهم دواخلها وسبر أغوارها.

ثالثاً.. هناك خطأ يقع فيه الكثيرون ممن يعانون من أعراض نفسية، وهو التحول السريع إلى لعب دور (المعالج النفسى)، فيدرسون بعض الدورات التدريبية، أو يقرأون بعض الكتب أو الدوريات النفسية، ويظنون أنهم بذلك قد تأهلوا لمساعدة الآخرين، وعلاجهم، وفي الحقيقة لا أجد أخطر من ذلك فى ممارسة العلاج النفسى.

العلاج النفسى، يا أميرة، مهنة يلزمها سنوات من التدريب والدراسة والممارسة تحت إشراف طويل ومتعدد المستويات، ولا يجب أن يكون بأي حال من الأحوال باباً خلفياً لعلاج ممارسيه أو ممتهنيه، وهنا يجب أن أشكرك لشجاعتك فى عرض مشكلتك، والبحث عن حل علاجي صحيح لها بدلاً من التخفي خلف قناع المعالج.

رابعاً.. ما تصفينه من وعيك ببعض ذكرياتك الدفينة بعد القراءة هو شيء طبيعي، ومتوقع، لكنه يستدعي منك الآن أن تبدأي رحلة علاجية حقيقية تتغيرين فيها إلى الأفضل، بإذن الله.

توكلي على الله وتوجهي إلى أقرب طبيب نفسي تثقين فيه، وابدأي رحلتك، والله معك.

اقرأي أيضا:
المواقف غير المنتهية.. دراما داخلية وأحجار على الطريق
قرار قديم بعدم الزواج.. فتشي عن أسبابه
إصابة قديمة.. وتأثيرات نفسية ممتدة
العلاج المعرفي السلوكي.. الدواعي والفعالية (ملف)
آخر تعديل بتاريخ
17 نوفمبر 2016