17 أغسطس 2020

أعاني من الوسواس والدواء غير فعال

أنا أعاني من الوسواس، وانعدام الثقة بالنفس، ودائما تأتي على فكري أشياء غير موجودة، وأشعر نفسي بأني مقيدة، وأعاني من كثرة الاستحمام والغسيل، لدي خوف شديد من النظر إلى بعض الأشياء أو سماع بعض الأشياء، ولدي قلق وتوتر مستمر، وليس لدي قدره على مواجهة الأشخاص، وأعاني أيضاً من العصبية، وذهبت إلى طبيب، وأعطاني سولتيك، ولكن بدون جدوى، الرجاء المساعدة.
أهلا وسهلا بكِ عزيزتي نسرين؛
شكرا لثقتك بنا وأحييك على هذه الاستشارة
عزيزتي نسرين. أدرك جيداً ما تعانين منه؛ قلق دائم، شك مستمر، ومخاوف أنت تعرفين أنها غير مبررة، لكن ما باليد حيلة، أنت مضطرة لاتباع طقوس التنظيف والغسل الزائدة، والتي تكون مرهقة نفسياً وجسدياً لك. أعرف ما تعانين منه جيداً يا نسرين. هذا هو الوسواس القهري. اضطراب على الرغم من بساطته إلا أنه يسبب شقاء للمصابين به.

نسرين عزيزتي أحييك لطلبك المساعدة من مختص، وهو الطبيب النفسي، وأخذك للعلاج لأن هذا هو الشيء الصحيح الذي يجب فعله في مثل هذه الحالة. لكن أرجو منك شيئين:
أولاً: أن تلتزمي بالعلاج وتصبري عليه، فهو يحتاج إلى وقت ليحقق مفعوله التام.
ثانياً: التواصل مع طبيبك من أجل الالتزام بجلسات علاج سلوكي معرفي للتخلص من الوسواس القهري وطقوسه، إذ تتضمّن الخطة العلاجية علاج دوائي (مثل السولوتك). 

وإلى جانب العلاج الدوائي، جلسات علاج سلوكي معرفي لتغيير الأفكار والتصرفات الناتجة عن الوسواس القهري هو الطريقة المثلى لمعالجة الوسواس القهري.

أحب أن ألفت نظرك لأمر مهم جداً. في كثير من الأحيان نحتاج إلى جرعات أكبر، وجلسات علاج سلوكي معرفي أطول وأكثر عدد في حالة الوسواس القهري من غيره من الأمراض، مثلاً الاكتئاب. بمعنى أنني أشجعك على مواصلة الاتصال بطبيبك فممكن أن تكون هنالك زيادة في جرعة العلاج، وأيضا انخراط في علاج الجلسات؛ وهي الطريقة الأنجع والأصوب للتعامل مع الوسواس القهري.

وأخيراً عزيزتي نسرين ما بُني في سنين، وتراكم لفترة طويلة يحتاج إلى صبر للتخلص منه. ألا توافقيني الرأي؟! وهذا ما أتمناه منك. الصبر على العلاج، لأنني متأكدة من قدرتك على التغلب عليه واستعادة زمام الأمور. أتمنّى لك كل الرضا وراحة البال يا رب. تحياتي.


اقرئي أيضاً:
الأفكار والسلوكيات القهرية .. أقاومها فتهزمنى
دواعي العلاج السلوكي المعرفي ومخاطره

آخر تعديل بتاريخ
17 أغسطس 2020