أهلا وسهلا بك يا ولدي،
أرى قلقك الكبير على مستقبلك، وأرى شعورا كبيرا بالذنب يملأ نفسك، وكذلك أفكارا تحتاج إلى مراجعة، وأحكاما كثيرة تحكم بها على نفسك، وحين تمتزج تلك الأمور معاً؛ فلا تتعجب من عدم رغبتك في فعل أي شيء ولو غسل وجهك.

وليس معنى كلامي أن عدم قيامك بمسؤوليتك تجاه دراستك أمر صحيح، ولا إدمانك للعادة السرية أمر صحيح، ولا الأفلام الإباحية أمر صحيح، ولكن اعطِ لنفسك لحظات تنصت فيها بهدوء بعيداً عن تلك الأحكام؛ لتتضح حقيقة الأمور رويداً رويداً في راحة قصيرة من ضجيج الذنب والأحكام والتكاسل والضياع.

فلقد وجدنا كثيراً ممن يقعون في إدمان العلاقة السرية تحت وطأة القلق أكثر من وطأة الرغبة الجنسية، لذا أدعوك أن تسمح لنفسك أن تلاحظ مشاعرك قبل الممارسة حتى وإن تحولت لعادة، ووجدنا أن لإدمان الأفلام الإباحية أسباباً كثيرة لا تقتصر فقط على الرغبة الجنسية، أو إثارتها ترتبط بنوعها، وطرقها.. الخ، ووجدنا أن وجود علاقات أثرت بالسلب لفترات طويلة بجرعات زائدة يكون لها أثر في بعض الأشخاص الذين يتسمون بحساسية نفسية أعلى من غيرهم.

وكأني أريد أن أقول: إن عدم رؤيتك لحقيقة الأمور، والتعثر في نتائجها فقط هو ما سيجعلك في دائرة تكرر نفسها، وتغلق دوماً على ما فيها دون أمل بالتأكيد، وفي نفس الوقت لا نستخف بهذه المعاناة وهذا التكاسل.

والأمانة تقتضي مني أن اقترح عليك التواصل مع متخصص نفسي وجهاً لوجه؛ فأنت تحتاج لمن يسمعك، ويشهد على رحلتك الفائتة ليصحبك بأمان وأصالة لوضع نفسي أفضل مما أنت فيه بكثير من خلال خبرته، وما تعلمه من قدرة مهنية متخصصة في التعامل مع من يعانون مثل معاناتك، ولا تبخل على نفسك بتلك الخطوة لأنك ستتغير جداً حين تحصل عليها يا ولدي، ولا تتعثر بأي أسباب في أن تأخذ تلك الخطوة؛ فالتفكير في الانتحار يكون سببه الرغبة في التخلص من المعاناة والألم، والعلاج النفسي المتخصص يزيل المعاناة والألم من دون أن تفقد حياتك فأيهما أفضل؟