أعاني جلد الذات واحتقار النفس الدائم
أعاني من جلد الذات واحتقار النفس وعدم احترامها، وإن أخطأت أنصّب لنفسي المحاكم، ويشتغل الصوت الوعاظ، ومبيظهرش ليه الصوت ده وقت ما بخطئ. تعبت وقربت أتجنن افتكر وانا صغيرة كنت بمارس سلوك السرقة لا اعرف السبب لاني كنت باخد الفلوس أو الاشياء واجيب أي حاجه تافهة المهم يبقى معايا فلوس.. ابقى اتذكر موضوع السرقة وهل الله راضي عني أم لا باكل في نفسي واحاسبها دوماً.
عزيزتي،
لقد تأثرت كثيراً بسبب تأثير هذا الجزء منك الذي لا ينفك عن لومك، وتذكيرك كم أنتِ سيئة. والحقيقة أن هذا جزء منكِ لا يمكن التغاضي عنه، تحتاجين إلى أن تستمعي إليه بقلبك لتتمكني من التعرف إلى الأسباب التي تجعله يقوم بهذا الدور معك، وغالباً ما ستجدينه يحميكِ من ألم أكبر، وحاولي أن تكتشفي ذلك بنفسك حين تسألينه سؤالاً مهماً، وهو: "ماذا سيحدث إذا توقف عن لومك وتذكيرك؟ فإن ظهر لك أنه يخاف مثلاً عليكِ من أن تعودي إلى ما كنتِ عليه، فتقعي في خطأ كبير وهو يحميكِ منه، فلتتفهمي وقتها دوره ولتصادقيه ولتحترمي خوفه عليكِ، وحاولي أن تقومي بطمأنته بأنك صرت شخصاً أكبر الآن تتمكنين من معرفة الخطأ، وتحمل نزوات تافهة كانت تفوز عليكِ سابقاً، حتى لا تتركي هذا الصراع بداخلك كثيراً، فتنفد طاقتك النفسية على لا شيء حقيقي.
وتذكري أن التوبة تمسح الذنب، وهذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وليس حديثي، وأن الحسنات يذهبن السيئات، وهذا حديث الله لكِ ولي ولكل البشر . وتذكري أنه على كل حال هو جزء منك وليس أنت كلك، وأنك موجودة وتستطيعين القيام بقيادة نفسك بطريقة ناضجة. وبتواصلك الداخلي مع هذا الجزء يمكنك تغيير طريقة خوفه عليك وتحديث بياناته عنك منذ ذلك الزمن السابق في الطفولة، وما اقترحته عليك محاولة بسيطة للتعامل النفسي الذاتي حين يقود جزء من الإنسان حياته، وليس الإنسان ككل بنفسه لنفسه، فإن وجدت نفسك لا تتمكنين من تغيير هذا الأمر، فلا تبخلي على نفسك بمتابعة متخصصة تساعدك في تجاوز ذلك بشكلٍ آمن وصحي.