01 مايو 2017

أخي النرجسي يسيء لنا.. هل أتجنبه؟

أنا عندى أخت وأخ، أختى الحمد لله كويسة جدا بس أخويا للاسف نرجسى جدا، مليان حقد وحسد وعلى الوجه الآخر شايف نفسة أحسن حد في الكون، لو في مشكلة عنده، وما أكثرها مساعدتنا لية بتكون حق مكتسب، وهو عمره مساعدنا رغم كلامة المعسول، بس لو ماما معملتش اللي هو عاوزه يكسر في الشقة، وممكن يعمل أي حاجة، أنا دلوقتى مش بكلمة، بشوفة كأني شايفة هواء، ده بعد الانهيار العصبى اللى كان هيجيبهولى في مشكلة من مشاكلة، هل أنا صح كدة؟ بس في نفس الوقت نفسى أكلمة، ويبقى كويس، أنا في صراع كبير
أهلا بك يا صديقتي؛
أشعر بصراعك الصعب الذي تعيشينه، فلقد راجعت عمرك حتى أتأكد أنك لست الصغيرة التي ترى أموراً على غير حقيقتها، أو أنها تغير من تصرفات أخيها، وكنت أتمنى أن ترسلي لنا مزيدا من التفاصيل عنك، وعن مواقف ﻷخيك، والعلاقة بوالديكما، وموقف أختك الأخرى من أخوك ﻷقترب أكثر من حقيقة ما تتحدثين عنه.

ولكن على أية حال، سأتصور صحة ما تتحدثين عنه، وأقول لك: ما يفعله أخوك غير صحيح، وانصياعكم لطلباته بسبب نوبات غضبه أكبر خطأ سيثبته على تعنته، وطلباته؛ فإن كان أخوك قد تخطى سن الخامسة عشرة من عمره؛ فهو يحتاج لتواصل مباشر بينه وبين متخصص نفسي؛ ليتمكن من التعرف إلى خطة علاج تجعله يتخلص من وجود اضطراب قد يكون في شخصيته، أو يدربه على تعديل سلوكياته، وأفكاره، وتثبيت قيم لديه إن كان ما لديه مجرد مشكلات سلوكية.

أما لو كان أقل من هذا العمر؛ فيمكنك فتح طريق صداقة حقيقي بينك وبينه، فيه تقدمين قبولك له كما هو كأخ تحبينه، وتستمعين له، وتشاركينه بعض الاهتمامات، وتتجنبين في البداية التحدث معه، أو أخذ موقف منه وقت غضبه، على أن تتحدثي معه بعد هدوئه عن مشاعرك أنت وقت غضبه، وليس وعظاً له، أو اتهاماً، أو تأنيباً؛ كأن تتحدثي عن توترك أنت، وعن خوفك من صوته، وتأثر نفسيتك من حزن والدتكما، وهكذا؛ حتى يصل له احترامك له، وقبولك، وحبك، مع عدم موافقتك على تصرفات تصدر منه، ويمكنكما أن تتعاونا في وضع خطة، أو أن تفكرا معاً في كيفية تحقيق طلباته فأنت موجودة لتساعديه في التفكير.

أما موقفك أنت الآن لو كان أخوك كبيراً فهو الحفاظ على حدودك النفسية من الأذى، أو الاستغلال، أو القهر من أي شخص، وأن تحافظي على قول "لا" حين تحتاجينها في الموقف الذي يتطلبها فعلا دون إسراف، وستظل مسؤولية تنفيذك لذلك في عاتقك؛ فالغضب، والتجاهل، والخصام، والعند، والتكسير، كلها طرق غير صحية يقوم بها "العيال"، ولكن الهدوء مع الحسم، وتحمل تبعات مواقفك بشجاعة، وتنفيذ ما ترينه بهدوء ومسؤولية هي طرق صحية للتعبير عما تريدينه -في عالم الكبار-، وهي توصل في نفس الوقت رسالة حقيقية إيجابية لمن أمامك إن قمت بها بصدق واستقرار، وسيساعده حديثك معه بود، وأخوة وقت سلمه، وموقفك الهادئ الثابت وقت غضبه في أن تصل له رسالة حبك له مع عدم موافقتك على تصرفاته.

ورغم دقة وصعوبة تحقيق تلك المعادلة، إلا أنها بالتدرب تكون الطريقة الأفضل في التعامل مع شخصية تحمل صعوبة، ويظل اقتراح فكرة تواصله مع متخصص نفسي ليساعده على التغلب على مشكلاته أمراً في غاية الأهمية.

اقرأي أيضا:
هذا ما جناه أبوك النرجسي عليك.. فأين مسؤوليتك؟
إساءات الطفولة.. كيف يصبح الملاك وحشا؟

آخر تعديل بتاريخ
01 مايو 2017