03 يناير 2020

أخاف من فقد الأحبة

عندي مشكله إني بخاف علي اللي بحبهم بزيادة لدرجة إني ممكن أمنعهم إنهم ينزلوا أي مكان، وقلقي ده بيخليني أكون موهومه بحاجات ممكن تحصلهم، بخاف لدرجة الجنون، وإني ممكن أتعصب بطريقة غبية، وعاوزة حل للموضوع ده لأني خايفة الموضوع ده يزيد عندي😩.
أهلاً وسهلاً بك يا صديقتي،
القلق أمر طبيعي عند البشر له مستوى طبيعي يحفزهم للقيام بأمور يحتاجونها للحفاظ على ما يريدون من أهداف كالحفاظ على سلامة الجسد، والحياة، أو أهداف كالنجاح والتقدم الدراسي والمهني، والإنجاز في العلاقات، بدءاً من علاقة الشخص بنفسه أو الآخرين، أو بالله سبحانه وتعالى؛ فيخشى على نفسه حين يعبر طريقاً سريعاً فيحتاج للالتفات يميناً ويساراً ليحافظ على سلامته، ويستذكر دروسه بإتقان ليحقق أهدافه الدراسية، ويختار أن يقوم بفروضه الدينية، وقيمه المطلوبة منه لينال ما يطمح له في علاقته بالله سبحانه، ويتعهد ما يطرأ عليه من تغيرات ليحافظ على سلامته النفسية، وعلاقته بنفسه.



ولاحظي أنني قلت مستوى طبيعياً، ويختار، ويخشى، ويتقن، وعلاقتك بنفسك.. إلخ، فكل تلك الأمور حين تكون في مستواها الطبيعي يحقق الإنسان نفسه، ويؤكد بداخله وجوده، ويطمئن من دون تعطل، ولكن إذا زاد مستوى القلق عن الطبيعي، أو قلّ عن مستواه الطبيعي "تعطل" في أي منهم أو جميعهم أحيانا، فبدلا من وجود درجة القلق الطبيعية التي تحفز لما قلناه؛ نجده يتعطل ولا يفعل شيئاً مما هو مطلوب منه في الحياة؛ فيخاف من حدوث شيء مؤذ دون حتى أن يحدده فهو خوف وحذر من أمر سيئ سيحدث دون أدنى فكرة عما هو هذا الشيء تحديداً؛ فيتخبط الشخص في احتمالات لا نهائية تأخذه بعيداً عن واقعه، أو المنطق، ويقع فريسة للقلق المنهك المعطل دون حتى راحة حقيقية يطمئن بها وإن يخضع لقلقه.

فأول ما عليك معرفته أنك تقعين في قلق مرضي يعطلك ويمتد لتعطيل من حولك، وأنك تسمعين صوت القلق حتى مع وجود واقع أنت تعيشينه لم يحدث فيه أكثر من ثلاثة أرباع مخاوفك، ولكن تصدقينه، وتحتاجين لمعرفه من أين يأتي هذا الصوت القلق في داخلك؟ ولماذا هو موجود هكذا؟ فربما تقومين عن غير عمد بالاستدعاء المتعمد للقلق لأنك تعودت على وجوده لفترة طويلة تجعلك أنت من تستدعينه حتى في أوقات الهدنة.



وهناك احتمال كبير أنك أنت من يخاف الوحدة والفقد، فتتصوري أنك تقلقين عليهم هم، والقلق المرضي شديد الوطأة على النفس يا صديقتي، ويحتاج منك لجهد جاد حتى تتغلبي عليه، وهناك العديد من الاستشارات، والمقالات المتخصصة التي تساعد كثيراً في ذلك، وإن لم تتمكني من مساعدة نفسك؛ فلا تستهيني بالتواصل مع متخصص نفسي ماهر حتى لا يتطور قلقك لأكثر من ذلك لا قدر الله، أسال الله أن يحفظك.
آخر تعديل بتاريخ
03 يناير 2020